هل هناك إتجاه لمحو رشيد كرامي من الذاكرة الطرابلسية؟!..

كتب المحرر السياسي

هل تغير المزاج الطرابلسي، فبات متقبلا لفكرة انتخاب قواتي عن المقعد الماروني في طرابلس، وهو المقعد الذي استحدث لهذه الطائفة بعد أن كان التمثيل المسيحي فيها يقتصر على مقعد أرثوذكسي، وهل يسوّغ العداء ل”حزب الله” ان ينبري البعض للذهاب إلى أقصى الحدود باختيار نائب ينتمي إلى حزب صدر في حق رئيسه حكم باغتيال الرئيس رشيد كرامي؟ وهل أصبح هذا الاغتيال مجرد ذكرى لا تعني المدينة؟..

هذا السؤال طرحه اكثر من مراقب لمسار الانتخابات النيابية في طرابلس، وهم يشهدون صولات وجولات للقوات في طرابلس وكأن إغتيال الرشيد بات حدثا عاديا تفصيليا على غرار الأحداث التي مرت بها المدينة من دون أن تخلف تداعيات بعيدة المدى .

الواضح أن مرشح القوات في طرابلس، وهو من الحلقة الضيقة اللصيقة بجعجع، ونائبه للشؤون الخارجية، وله صلات واسعة مع دوائر خارج الحدود، خصوصا في واشنطن، وقد أعدت القوات لترشحيه أمولا طائلة، من هنا يمكن تفسير السخاء الذي يتعاطى به، والاموال التي تدفع لمفاتيح انتخابية أسفرت عن السير مع من يجزل العطاء، كما تقوم القوات باتصالات مكثفة، من أجل استمالة المؤثرين في الانتخابات بالترغيب او الترهيب بحسب ” الداتا” الخاصة بها، والتي أعدتها مجموعة من الخبراء في الانتخابات بهدف استمالة الأصوات.

ولكن الأسئلة المطروحة التي تقفز إلى أذهان متابعي الانتخابات في العاصمة الثانية هي:

أولا: هل هناك اتجاه لمحو رشيد كرامي من الذاكرة الطرابلسية بانتخاب قواتي ليكون احد نواب الفيحاء؟

ثانيا: هل حل المال السياسي الذي تمتلك القوات اللبنانية الكثير منه محل القناعات الوطنية والقومية؟

ثالثا: هل أصبح تقبل “القوات اللبنانية” أمرا طبيعيا لدى العديد من الفئات الطرابلسية؟

رابعا: كيف ستكون علاقة طرابلس مع جارتها زغرتا، ومحيطها في حال مثلها قواتي في الندوة البرلمانية؟

حامسا: هل يؤدي اتباع بعض الفئات الطرابلسية سياسة “نكاية بجاري احرق سروالي” إلى نتيجة لا تصب في مصلحة المدينة؟

سادسا: هل الحصول على المال من مرشح القوات اللبنانية وسواه، سيبدل في واقع المدينة في حال فوزه. واي تغيير يرتجى من وصول مرشح القوات إلى المجلس النيابي ممثلا لمدينة العلم والعلماء، والتعايش؟..

يطرح المراقبون هذه الأسئلة ولا يجدون جوابا شافيا عليها، لا بل ليس بقدرتهم تفسير سبب تقبل فئات في طرابلس، ترشيح قواتي والتحالف معه من دون أن يحسب حسابا لنبض المدينة، وتاريخها ومعاناتها مع “القوات اللبنانية” .

ايام معدودة أمام الانتخابات في طرابلس، والسؤال: هل تنتصر الفيحاء لنفسها، ولهويتها الوطنية والقومية، أو أنها ستغتال الرشيد ثانية في الخامس عشر من ايار المقبل؟

Post Author: SafirAlChamal