في المنية أم المعارك.. والمواجهة بين عثمان علم الدين وكاظم الخير!… عماد عبدالمجيد

تكتسب المنية أهمية قصوى في دائرة الشمال الثانية، كونها تُعتبر الأساس في تشكيل اللوائح وتجري فيها الانتخابات على قاعدة القانون الأكثري حيث أن من يحصل على الرقم الأعلى من أصوات أبنائها مع حاصل في لائحته يكون أول الفائزين في الدائرة، لذلك فإن كثيرا من التيارات السياسية رشحوا أكثر من مرشح، واحد أساسي والثاني رديف لأن أي لائحة لا يمكن أن تُسجل في وزارة الداخلية من دون مرشح عن مقعد المنية.

ثمانية مرشحين سقطوا على طريق تشكيل اللوائح في المنية وإضطروا الى الانسحاب، فيما ركب 11 مرشحا ضمن 11 لائحة جعلت دائرة الشمال الثانية تضرب الرقم القياسي في لبنان لجهة عدد اللوائح، والمرشحون هم: عثمان علم الدين(لائحة إنقاذ وطن) النائب السابق كاظم الخير(لائحة لـ”الناس”)، نبراس علم الدين(لائحة الارادة الشعبية) أحمد الخير(لائحة لبنان لنا) محمد مصطفى زريقة(لائحة قادرين نغير) محمد الدهيبي(لائحة التغيير الحقيقي) محمود عمر زريقة(لائحة الجمهورية الثالثة) محمد أسوم(لائحة إنتفض للسيادة والعدالة) فادي الخير(لائحة الاستقرار والانماء) عمر المصري(لائحة طموح الشباب) محمد أحمد علم الدين(لائحة فجر التغيير)..

لا يختلف إثنان على أن كثرة لوائح المجموعات الثورية والمدنية في دائرة الشمال الثانية والتي بلغت سبع لوائح ستؤدي الى تلاشي الأصوات التي كان يمكن أن تحصل عليها، فيما لو تضامنت هذه القوى مجتمعة ضمن لائحة واحدة كانت من دون شك قادرة على إيصال مرشح أو أكثر منها الى مجلس النواب، لكن الأنانيات والطموحات وغياب الرؤى والمشاريع السياسية حال دون ذلك، ما جعل حظوظ المرشحين على تلك اللوائح من المنية ضعيفة جدا، حيث تقتصر جهود الأكثرية على تسجيل رقم مميز في عدد الأصوات بهدف الدخول الى نادي المرشحين الأقوياء في الانتخابات المقبلة.

لذلك، فإن المعركة الأساسية في المنية تبدو بين النائب عثمان علم الدين المرشح على لائحة تحالف اللواء أشرف ريفي ـ القوات اللبنانية، والنائب السابق كاظم الخير المرشح على لائحة تحالف تيار العزم ـ النائب محمد كبارة، لما للرجلين من حضور عائلي وسياسي، وهما سبق أن خاضا منافسة شرسة في الانتخابات الماضية عام 2018 وكان الفارق بينهما بسيطا لمصلحة علم الدين الذي يسعى اليوم الى شد عصب عائلته والى إعادة تنظيم ماكينته الانتخابية التي ورثها عن شقيقه النائب الراحل هاشم علم الدين.

في حين ينشط كاظم الخير على الصعيدين العائلي والسياسي، وهو يمتلك ماكينة إنتخابية تاريخية عمرها أكثر من أربعين عاما ولديها خبرة واسعة في إدارة العملية الانتخابية وجذب الأصوات.

ثمة أكثر من أزمة يواجهها النائب علم الدين في المنية، أولا على الصعيد العائلي لجهة ترشيح نبراس علم الدين على لائحة النائبين فيصل كرامي ـ جهاد الصمد، ومحمد علم الدين على لائحة “فجر التغيير” وهما سيأكلان من صحنه الانتخابي، فيما يواجه علم الدين على الصعيد السياسي المرشح أحمد الخير على (لائحة لبنان لنا برئاسة الدكتور مصطفى علوش)، خصوصا أن الرجلين يعتمدان على جمهور تيار المستقبل حيث سيأكلان من صحن بعضهما في حال شارك هذا الجمهور، وقد يتعرضان لانتكاسة في حال كان خياره المقاطعة الكاملة.

وكذلك الأمر بالنسبة لكاظم الخير الذي يواجه ترشيح إثنان من أفراد عائلته هما أحمد الخير الذي يعتمد في معركته الانتخابية على الخدمات، وكذلك فادي الخير على اللائحة المدعومة من (حركة سوا للبنان)، لكن كاظم لا يواجه أي أزمة سياسية، حيث يترشح ضمن لائحة معتدلة غير إستفزازية ما يمكنه أن يشكل خيارا آخر في المنية، خصوصا أن جمهور الرئيس سعد الحريري قد يمنع أصواته عن النائب علم الدين كونه ترشح مع القوات اللبنانية المتهمة بغدر الرئيس الحريري، وأيضا قد يجد أحمد الخير صعوبة في إستمالة هذا الجمهور الأزرق كونه ضمن لائحة المتمردين على قرار الرئيس الحريري.

لا شك في أن المعركة بين عثمان علم الدين وكاظم الخير ستكون أم المعارك في دائرة الشمال الثانية خصوصا أن حظوظهما متقاربة جدا، من دون التقليل من شأن المرشحين أحمد الخير ونبراس علم الدين، لكن في النهاية القرار لأصوات الناس.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal