السفر عبر الزمن… موضة رائجة!!… جنى العمري

هذا الشهر طرح عملان متشابهان على منصة نيتفليكس و حققوا نجاحاً باهراً الاول فيلم أميركي و الاخر مسلسل تركي.

يتحدث الفيلم الأميركي  “مشروع أدم” او ” The Adam Project  ” عن  الطفل الثرثار ” أدم” الذي فقد والده منذ سنة و نصف. هذا الطفل يعامل العالم بقسوة، و الناس بطريقة ساخرة ما يدفع بعضهم للتنمر عليه. و في ليلة ما، يجد الطفل أدم  رجل في مرآب منزله و يكتشف انه هو من المستقبل و تحديدًا عام 2055. فنرى أدم الصغير و أدم الكبير يتعاونان للعودة الى سنة 2018 عندما كان والدهما على قيد الحياة بهدف إنقاذ مستقبلهما.

 فيلم خيال علمي ذات طابع كوميدي، و ذلك طبيعي جداً كون البطل هو النجم راين راينولدز بالإضافة الى الطفل والكر سكوبل و بالاشتراك مع كل من النجم مارك روفالو و النجمة جينيفر غارنر. تعودنا على الهوية التي يعتمدها راينولدز في أفلامه، لكن حالة الفيلم و المشاعر المستخدمة تعززت بالاداء التمثيلي و الحس الفكاهي للطفل والكر الذي يخوض تجربته التمثيلية الاولى في هذا العمل.

من ناحية أخرى، حاز الفيلم على اعجاب المشاهدين فور عرضه كونه جمع كل من غارنر و روفالو بعد ١٨ سنة من طرح فيلمهما

“13 going on 30” و على الرغم من ان روفالو لم يظهر حتى الفصل الثالث من الفيلم، فإن تأثيره على الشخصيات يظهر من البداية فهو يلعب دور الأب. أما غارنر تلعب دور الأم العازبة التي تحاول الموازنة بين تربية ابنها، وبين حزنها على زوجها، وأيضاً محاولة العودة إلى الحياة ومواعدة أشخاص آخرين. ويتألق كل من روفالو و غارنر كعادتهما بأدائهما المذهل، فقدموا لنا مشاهد مؤثرة، مضحكة، متقنة و محكمة.

أخيرًا The Adam Project  فيلم عائلي مميز، سينال اعجاب الصغار و الكبار. هذا الفيلم لا يقتصر فقط على كونه فيلماً ترفيهياً مسلياً للعائلة، بل يحمل رسائل اخرى نذكر منها تقدير الأطفال للأهل في الطفولة و عدم كبت الكبار مشاعرهم تجاه الوالدين.

ينافسه تحت خانة الخيال و السفر عبر الزمن المسلسل التركي “منتصف الليل في بيرا بالاس” (Midnight at the Pera Palace).

تلعب الممثلة التركية هازال كايا دور “إسرا”؛ صحافية تذهب في مهمة لكتابة تقريرعن قصر تاريخي يسمى “بيرا بالاس”. خلال إقامتها في إحدى غرف الفندق، ستجد مفتاحًا أثريًا، سيفتح لها ممرًا زمنيًا يعود بها إلى مدينة إسطنبول، تحديدًا عام 1919.
ما جعل العمل أكثر تميزًا، هو العودة الى مرحلة تاريخية مرتبطة بالدولة التركية وتأسيسها على يد مصطفى كمال أتاتورك الذي جذب العديد منا و عزز الفضول لمعرفة إمكانية تصحيح الخطأ الذي ارتكبته إسراء و أدى الى التلاعب في بعض الأحداث المهمة تاريخيًا فتوجب عليها ان تجد خيوط المؤامرة، التي أعدها الإنكليز لإطاحة أتاتورك، وكشفها. و تصادف إسرا في رحلتها الزمنية “خالد” الذي يلعب دوره الممثل الشاب صلاح الدين باسالي الذي سيؤدي دورًا مميز جدًا، و تتطور العلاقة بينهما لنرى تأثير هذا التطور على الاحداث التاريخية.

في الحلقة الأخيرة، تعود إسرا إلى غرفة رقم 411 عام 2022. ولكن ستجد طفلة رضيعة في الغرفة، فنكتشف أنها عادت إلى زمن آخر، هو زمن ولادتها عام 1995، والطفلة التي بين يديها هي ذاتها البطلة. هذه النهاية تدل على وجود موسم ثاني و تؤثر بشكل كبير على تعلق المشاهد لمعرفة تاريخ حياة إسرا ونشأتها على اعتبار أنها كانت يتيمة.

 الشخصيات الأساسية برزت حضورياً بشكل لافت في خدمة النص المحكم و الذي يترك المشاهد مترقباً للأحداث. و لعب المسلسل دورًا في تسليط الضوء على بعض القضايا قبل استلام مصطفى كمال قيادة الجمهورية الحديثة، على رأس هذه القضايا تهميش دور المرأة التركية في الحياة الأسرية والاجتماعية، و التي تصدت لها إسرا في المسلسل بشكل جميل جدًا.

أخيرًا العديد من إنتاجات الخيال العلمي تتمحور حول السفر عبر الزمن الى الماضي. و ما إذا كان يمكن العودة في الوقت و إيقاف حصول حدث سيء و هذا ما يجمع العملان ” مشروع أدم” الذي يتصدر المركز الثالث في تريند الافلام على نيتفليكس و ” منتصف الليل في بيرا بالاس” الذي كان يحتل المركز السابع في لبنان.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal