المقعد الماروني في طرابلس.. مواجهة بين سليمان جان عبيد والقوات اللبنانية!..

كتب المحرر السياسي

عندما فاز النائب الراحل جان عبيد بالمقعد الماروني في طرابلس في إنتخابات عام 2018، كتبت الصحافة اللبنانية مقالات عدة حول فوزه، كان المشترك فيها أن “المقعد الماروني في طرابلس عاد الى أهله”، لما لـ جان عبيد من علاقات تاريخية وطيدة مع المدينة وعائلاتها وبعدما شغل هذا المقعد نوابا بعيدين عن طرابلس فكرا ونهجا ونسيجا.

في تلك الدورة الانتخابية، آثر النائب فيصل كرامي عدم تسمية مرشح ماروني على لائحته إحتراما وإكراما للراحل جان عبيد الذي كانت تربطه علاقات أخوية مع والده الرئيس الراحل عمر كرامي وعمه الرئيس الشهيد رشيد كرامي.. وفي ظل عدم وجود مرشحين من ذوي الثقل الشعبي، إنحصرت المنافسة بين عبيد والزميل الصحافي جورج بكاسيني (المرشح حينها على لائحة تيار المستقبل)، وكان الفوز حليف جان عبيد الذي إفتقدته طرابلس قبل عام وودعته بحزن وأسى كبيرين.

مع إقفال باب الترشيح، لوحظ أن ثمة هجمة غير مسبوقة على المقعد الماروني في طرابلس حيث ترشح 18 شخصا معظمهم من خارج طرابلس وغير معروفين لدى أهلها، وكأن هذا المقعد “داشر” يسعى الجميع، من أحزاب وتيارات سياسية من خارج النسيج الطرابلسي الى أن تضع يدها عليه.

تتخذ المعركة على المقعد الماروني هذه المرة طابعا سياسيا ـ طرابلسيا صرفا، مع ترشح سليمان عبيد (نجل النائب الراحل جان عبيد) الذي يحظى باحتضان كبير من عائلات طرابلس التي تعتبر أن فوزه في الانتخابات المقبلة من شأنه أن يشكل إمتدادا لمسيرة والده، وأن يقطع الطريق على مرشحي التيارات السياسية المسيحية لا سيما مرشح القوات اللبنانية إيلي خوري.

لا شك في أن عدم تبني التيار الوطني الحر لمرشح ماروني في طرابلس، وإن كان يتجه سرا نحو دعم المرشح جو بو ناصيف، وعدم تفاهم المجتمع المدني والثورة على مرشح واحد حتى الآن، وفي ظل ضعف المرشحين الآخرين وغربتهم عن المدينة، فإن ملامح المعركة تتجه لأن تكون بين مرشح القوات اللبنانية وبين سليمان عبيد الذي قد يشكل وجوده حاجة ماسة لكثير من اللوائح التي يرفع أركانها لواء مواجهة القوات في طرابلس، وخصوصا النائب فيصل كرامي الذي قد تفرض عليه مصلحته السياسية أن يترك المقعد الماروني على لائحته فارغا، ليساهم في مواجهة مرشح القوات الذي يرفض جمهور الكرامة أن يمثل طرابلس التي “لم تسامح ولن تنسى” من إغتال الرئيس الشهيد رشيد كرامي.

وربما قد ينسحب هذا الأمر على لائحة المستقيلين من المستقبل خصوصا أن الجمهور الأزرق الذي يعولون عليه في الانتخابات يعتبر أن “القوات قد خانت الرئيس سعد الحريري وطعنته في الظهر”، ما قد يفرض عليها المساهمة في معركة سليمان عبيد في إكمال مسيرة والده الذي كان على علاقة وطيدة جدا مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

يقول مطلعون على المعركة الانتخابية في طرابلس، إن المعركة بين سليمان عبيد ومرشح القوات إيلي خوري سياسية بإمتياز، وبالتالي فإن أي مرشح ماروني قد يكون على لائحة فيصل كرامي، أو تيار المستقبل كلائحتين أساسيتين، من شأنه أن يُشغل عبيد في معركة جانبية قد تؤدي من خلال توزيع الأصوات الى نجاح مرشح القوات، وهذا الأمر ضد مصلحة كرامي والمستقبل على حد سواء، أما حصر المعركة بينهما بطابع سياسي قد يجعل الفوز حليف عبيد الذي يتجه الى أن يكون ضمن لائحة من نسيج طرابلسي صرف.   


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal