سؤال يقلق الجميع… بحال حدوث انفجار نووي أين يمكن الاختباء!

 مضى ما يقرب من 80 عاما منذ أن تم تفجير قنبلتين نوويتين فوق مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 129 ألف شخص، والتسبب في آثار صحية مدمرة على المدى البعيد.

تذكر مقالة نشرها موقع “ساينس ألرت” (Science Alert) أن هاتين هما الحالتان الوحيدتان اللتان تم فيهما استخدام الأسلحة النووية في الحرب، لكن الحقيقة هي أن هناك ما يقرب من 12 ألفا و700 رأس حربي متبقٍ في العالم اليوم. إذن، ماذا سيحدث إذا اندلعت حرب نووية غدا؟

لا داعي للذعر، هذا مجرد افتراض. لكن في الفيديو أدناه، يستعين فريق “إيساب ساينس” (AsapSCIENCE) بعلم القنابل النووية للتنبؤ بمدى احتمال بقائك على قيد الحياة، ولكن دعنا نقول فقط إنه في حالة حدوث انفجار نووي، قد ترغب في ارتداء ملابس بيضاء.

أولاً، دعنا نتفق على أنه لا توجد طريقة واضحة لتقدير تأثير قنبلة نووية واحدة، لأنها تعتمد على العديد من العوامل، منها الطقس يوم سقوطها، ووقت انفجارها خلال اليوم، والتخطيط الجغرافي لمكان الانفجار، وما إذا كان الانفجار قد حدث على الأرض أم في الهواء. ولكن بشكل عام، هناك عوامل يمكن أن تؤثر على احتمال بقائك على قيد الحياة.

ماذا يحدث عند انفجار قنبلة نووية؟

كما يوضح الفيديو، يتم إطلاق ما يقرب من 35% من طاقة الانفجار النووي في شكل إشعاع حراري، ونظرا لأن الإشعاع الحراري ينتقل بسرعة الضوء تقريبا، فإن أول شيء سيصطدم بك هو وميض من الضوء والحرارة.

الضوء نفسه كافٍ للتسبب في شيء يسمى بالعمى المفاجئ، وهو في العادة شكل مؤقت من فقدان البصر يمكن أن يستمر لبضع دقائق. ويعرض فيديو “إيساب ساينس” لقنبلة وزنها 1 ميغا طن، وهي أكبر بـ80 مرة من القنبلة التي تم تفجيرها فوق هيروشيما، ولكنها أصغر بكثير من العديد من الأسلحة النووية الحديثة.

بالنسبة لقنبلة بهذا الحجم، فإن الأشخاص على بعد 21 كيلومترا سيصابون بالعمى المؤقت في نهار صافٍ، وسيصاب الناس على بعد 85 كيلومترا بالعمى مؤقتًا في ليلة صافية.

تأثير الحرارة والضغط والرياح

الحرارة هي مشكلة لأولئك الأقرب إلى الانفجار، إذ يمكن أن تُحدث حروقا خفيفة من الدرجة الأولى على مسافة تصل 11 كيلومترا، ويمكن أن تحدث حروقا من الدرجة الثالثة -من النوع الذي يدمر أنسجة الجلد ويعمل على تقرحها- لأي شخص يبعد مسافة تبلغ 8 كيلومترات، ومن المحتمل أن تكون حروق الدرجة الثالثة التي تغطي أكثر من 24% من الجسم قاتلة إذا لم يتلق الناس رعاية طبية على الفور.

هذه المسافات متغيرة، لا تعتمد فقط على الطقس، ولكن أيضا على ما ترتديه، فالملابس البيضاء يمكن أن تعكس بعضا من طاقة الانفجار، بينما تمتصه الملابس الداكنة، ولكن من غير المحتمل أن يُحدث هذا فرقا كبيرا بالنسبة لغير المحظوظين الذين سيكونون في مركز الانفجار.

وقد قُدرت درجات الحرارة بالقرب من موقع انفجار القنبلة أثناء انفجار هيروشيما بنحو 300 ألف درجة مئوية، وهو ما يقرب من 300 ضِعف درجات الحرارة التي يتم حرق الجثث عندها، لذلك يتحلل الجسم البشري تقريبا على الفور إلى العناصر الأولية، مثل الكربون.

ولكن بالنسبة لأولئك البعيدين قليلاً عن مركز الانفجار، هناك تأثيرات أخرى يجب مراعاتها بعيدا عن الحرارة، فصدمة الانفجار النووي تؤدي أيضا إلى تفريغ الهواء عن موقع الانفجار، مما يؤدي إلى حدوث تغييرات مفاجئة في الضغط الجوي يمكن أن يسحق الأشياء ويهدم المباني.

ضمن دائرة نصف قطرها 6 كيلومترات من قنبلة وزنها 1 ميغا طن، ستُنتِج موجات الانفجار 180 طنا متريا من القوة على جدران جميع المباني المكونة من طابقين، وسرعة رياح 255 كلم/ساعة، وفي دائرة نصف قطرها كيلومتر واحد ستكون ذروة الضغط 4 أضعاف هذا المقدار، ويمكن أن تصل سرعة الرياح إلى 756 كلم/ساعة.

وعمليا، يمكن للبشر تحمل هذا القدر من الضغط، لكن معظم الناس سيُقتلون بسبب سقوط المباني، وإذا نجوت بطريقة ما من كل ذلك، فلا يزال هناك تسمم إشعاعي للتعامل معه، والتهاطل النووي.

تأثيرات طويلة المدى

يتطرق فريق إيساب ساينس إلى هذا في الفيديو أعلاه، لكن التأثيرات المستمرة على الكوكب تدوم لمدة أطول مما قد تتوقعه، فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة محاكاة نُشرت في عام 2019 أن الحرب النووية بين الولايات المتحدة وروسيا ستغرق الأرض في شتاء نووي في غضون أيام بسبب مستويات الدخان المنبعث في الغلاف الجوي.

نعلم أيضا أن الجسيمات المشعة يمكنها الانتقال لمسافات بعيدة؛ وقد جدت دراسة حديثة أنه تم العثور على بقايا الكربون المشع من تجارب القنبلة النووية في الحرب الباردة على طول الطريق في خندق ماريانا، أعمق نقطة في محيطات العالم.

مرة أخرى، كل هذا افتراضي، فهناك معاهدات دولية سارية لوقف انتشار واستخدام الأسلحة النووية، لذلك نأمل ألا تحتاج أبدا إلى معرفة أي من هذه المعلومات بشكل حقيقي.

ومع ذلك، لمعرفة المزيد حول الوضع الحالي للأسلحة النووية في العالم، بما في ذلك حجم القنابل، يمكنك زيارة موقع “نيوكليار نوتبوك آت ذي بولتين أوف ذي أتومك ساينتيست” (Nuclear Notebook at the Bulletin of the Atomic Scientists).

 

(الجزيرة) 


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal