المشنوق يعزف عن الترشّح: العاصمة بلا ″مستقبل″… عبد الكافي الصمد

على نحو يشبه تقديم جردة بالسّنوات السّابقة والوقوف على أطلالها، أعلن عضو كتلة المستقبل النّائب نهاد المشنوق يوم أمس عزوفه عن الترشّح للإنتخابات النيابية المقرّرة في 15 أيّار المقبل، مقدّماً مبرّرات لا تختلف في الشّكل عن تلك التي قدّمها زعيم التيّار الرئيس سعد الحريري في 24 كانون الثاني الماضي، حينما أعلن إنسحابه وتيّاره من الحياة السّياسية، وعزوفه عن الترشّح.

قبل ذلك بأربعة أيّام، وتحديداً في 20 كانون الثاني الفائت، يوم عودة الحريري إلى لبنان قادماً من الإمارات العربية المتحدة، وبعد ساعات قليلة من وصوله، كان الرئيس تمّام سلام قد أعلن عدم ترشّحه للإستحقاق الإنتخابي، ما أعطى إشارة أولية تدلّ على أنّ التيّار الأزرق مقبل على خطوات مصيرية في هذا السياق.

وبانسحاب المشنوق بعد سلام والحريري، تكون السّاحة البيروتية قد خلت تماماً من أيّ مرشّح وازن لتيّار المستقبل فيها، ما عزّز بالتالي المخاوف من أن تكون إنتخابات 15 أيّار المقبل الأدنى من حيث الإقبال على صناديق الإقتراع، وأن تميل الأكثرية السنّية في بيروت إلى مقاطعة الإنتخابات، وهي أكثرية بلغ عدد ناخبيها حسب لوائح شطب إنتخابات 2018 أكثر من 214 ألف ناخب بنسبة ناهزت 60 % من ناخبي العاصمة، وبالتالي فإنّ نسبة الإقتراع العام التي بلغت قبل أربع سنوات 41.82 %، يتوقع أن تنخفض إلى أكثر من النصف على أقل تقدير.

قبل انسحاب المشنوق كان البعض يُعوّل على بقائه مرشّحاً للإنتخابات في بيروت، ولو خارج الإطار التنظيمي لتيّار المستقبل، كي لا تخلو السّاحة نهائياً من وجودهم فيها، إلّا أنّ خطوته حسمت هذا الجدل نهائياً، ما يعني ـ مبدئياً ـ أنّ الأصوات التي نالها النوّاب السنّة الأربعة المحسوبين على تيّار المستقبل سيقاطعون بلا شك الإنتخابات.

فقبل أربع سنوات حصل الحريري وسلام والمشنوق إضافة إلى النائب رولا الطبش على أكثر من 43 ألف صوت تفضيلي توزعت بين 20751 صوتاً للحريري، و9599 صوتاً لسلام، و6637 صوتاً للطبش و6411 صوتاً للمشنوق.

أمام انسحاب تيّار المستقبل إنتخابياً من العاصمة، طُرحت أسئلة كثيرة حول من سيملأ الفراغ النيابي الذي تركه خلفه، خصوصاً أنّه فاز عامها بستة مقاعد نيابية من أصل 11 مخصصاً لدائرة بيروت الثانية، هم إلى جانب الحريري وسلام والطبش والمشنوق كلّ من النائب عن المقعد الأرثوذكسي نزيه نجم، والنائب عن المقعد الدرزي فيصل الصايغ.

حسب نتائج دورة إنتخابات 2018 فإنّ ثنائي حزب الله وحركة أمل يعتبر القوّة النّاخبة الأكبر اليوم بعد خلو السّاحة من تيّار المستقبل، ففي تلك الإنتخابات إحتل نائب الحزب أمين شري المرتبة الأولى بين نوّاب العاصمة من حيث الأصوات التفضيلية بعدما نال 22961 صوتاً، يأتي خلفهما مباشرة جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) التي احتل نائبها عدنان طرابلسي المرتبة الثالثة من حيث عدد الأصوات بعد شري والحريري بحصوله على 13018 صوتاً، والنائب فؤاد مخزومي الذي نال 11346 صوتاً.

وفي حين تسري شائعات عن أنّ الرئيس فؤاد السّنيورة قد يترشّح في بيروت من أجل عدم إخلاء السّاحة لخصوم تيّار المستقبل، إضافة إلى احتمال أن يترشّح السّفير السّابق نوّاف سلام، فضلاً عن حماسة الجماعة الإسلامية وسواها من الشّخصيات والأحزاب لوراثة المستقبل، فإنّ القوى السّابقة ـ الثنائي الشّيعي والأحباش ومخزومي ـ تستعد من أجل زيادة حصتها النيابية، وعدم تفويت الفرصة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal