أديب عبد المسيح يعلن ترشحه.. الخطوة الجدية الأولى على طريق الانتخابات في الكورة

خاص ـ سفير الشمال

شكل اللقاء الجماهيري الحاشد الذي أقامه المهندس أديب عبدالمسيح في صالة مطعم الأوكتاغون في كفر حزير ـ الكورة، حيث أعلن ترشحه عن المقعد الأرثوذكسي في الكورة ضمن دائرة الشمال الثالثة، أول خطوة إنتخابية حقيقية وجدية في القضاء من حيث الشكل والمضمون، تُسجل له، كونه فتح من خلالها حركة الانتخابات في الكورة والتي ما تزال حتى الآن خجوله، فكان لعبد المسيح أفضلية السبق في الاقدام والاعلان والحشد وطرح البرنامج السياسي والدعوة الى التغيير، وفق قاعدة: “الزمن ما بيغير أنتو اللي بتغيروا”.

من حيث الشكل، كان لافتا الحشد الجماهيري الكبير المتنوع طائفيا ومناطقيا ومن مختلف بلدات الكورة، حيث نجح عبدالمسيح بمفرده وهو المرشح المستقل في إظهار إمكانات وقدرات تنظيمية في تأمين الحشد وفي إستيعابه، متفوقا بذلك على أحزاب سياسية عدة تبذل جهودا مضنية لاقامة لقاءات أو مهرجانات مماثلة.

أما من حيث المضمون، فقد قدم المهندس عبدالمسيح صورة عن المرشح المستقل الذي يضع مصلحة وطنه فوق كل إعتبار، ويسعى الى التحالف مع من يشبهه لقيادة مسيرة تغيير بات لبنان بأمس الحاجة إليها، ولعل التفاعل الذي لقيه عبدالمسيح من الجمهور المحتشد في الصالة كان خير دليل على توق المواطنين الى هذا التغيير.

يمكن القول إن المهندس عبد المسيح يشكل نموذجا جديدا في الكورة، فهو ليس متحدرا من بيت سياسي، ولا هو وريث إقطاع، ولا هو ناشط حزبي، بل دخل الحياة العامة من خلال عمل إجتماعي وإنساني كانت وجهته مؤسسات أمنية وإسعافية ورسمية تأكيدا منه على ضرورة أن يصب أي عمل في مصلحة لبنان واللبنانيين على حد سواء، وقد تنامى هذا النهج وتفاعل مع الأحداث اللبنانية السياسية والأمنية بما في ذلك ثورة 17 تشرين الأول وإنفجار مرفأ بيروت، حيث وجد المهندس عبدالمسيح أن الواجب يقتضي لتحويل الثورة والمأساة الى مناسبة للتغيير المنشود، فقرر الترشح عن المقعد الأرثوذكسي في الكورة ضمن دائرة الشمال الثالثة.

وقائع اللقاء الجماهيري

اعلن المهندس اديب عبد المسيح ترشيحه للانتخابات النيابية عن قضاء الكورة في دائرة الشمال الثالثة خلال لقاء جماهري حاشد في قاعة مطعم الاوكتاغون في مسقط راسه كفرحزير مؤكدا انه مرشح مستقل تابع فقط لمصلحة لبنان

اللقاء استهل بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة لوسيم وهبة رحب فيها بالحضور مشيرا الى مسيرة المهندس العصامي واعماله ومساهمته في العديد من المشاريع الانمائية والاجتماعية في كفرحزير والكورة.

ثم القى المرشح عبد المسيح كلمة استهلها بالقول :”أهلي ، اخوتي واخواتي، اصدقائي ورفاقي، في الكورة وزغرتا وبشري والبترون..

أحمل إليكم تحيات الابنة البكر للبناني الحبيب، النجم المضيء علما ومعرفة، أودعكم ايها السيدات والسادة سلام اغصان الزيتون، أهديكم يا أهلي واحبائي كلمات أمل وحرية من الكوره – من بلدتي كفرحزير .

وتابع: منذ اعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، شهد لبنان ثورته الأستقلالية الأولى في العام 1943 واندلعت بعدها انتفاضات متفرقة، الا انه شهد ثورات انمائية ومؤسساتية جعلت منه منارة للعرب وسويسرا للشرق. أّما بعد اتفاق الذل في القاهرة عام 1969 ثارمن اعتبرناه صديقا واصبح غريبا على ارضنا فاندلعت الحرب الأهلية التي حصدت اكثر من 150 الف قتيل وجريح و مفقود. وجاءتنا بعدها ثورة التحرير والالغاء، فتهجر من اقتدر وبقي من قُدر له أن يعايش هيمنة الجيوش على ثرواتنا وقرارنا واقتصادنا وسياسيينا، فخضنا ثورة مستترة في الخفاء ساعين للخلاص. ومع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، انتفض اللبنانيون واعلنوا ثورة الأرز، فحرر من أسر وعاد من نـفي، فظننا أن فجرالوطن قد بزغ. الا أن حرب تموز وانقلاب 7 ايار وما نتج عنهما من دمار وتجسيد لللاسيادة واللا أمن واللا استقرار نتيجة تفرد السلاح غير الشرعي بقرارات السلم والحرب وتصويب بندقيته في الداخل اللبناني، وسيطرته عل جميع مفاصل الدولة باستخدام اساليب الاكراه والتعطيل، وتكريس اتفاقيات المحاصصة مع شركائهم، وشل القرارات، وتحدي الدستور، ثم التجني على جميع اللبنانيين عبر التدخل المسلح خارج حدود لبنان وفي دول صديقة. كل هذا حصل ويحصل، بينما لفيفه السياسي والفريسي يكرس الفساد والتواطؤ على الناس من خلال سياسات مالية مشبوهة ضمن مجموعة مافيوية تقضم لقمة المواطن وتغيب الهبات الدولية وتهدر اموال المودعين وتدعم الصناديق والهيئات والمجالس الوهمية.

ثم انفجر الوضع واندلعت ثورة 17 تشرين 2019 التي سرعان ما تحولت الى فكرة وثقافة أيقظت النفوس النائمة وأوصلتها الى ضرورة التغيير الحقيقي للعمل السياسي ومع أم جرائم العصر الحديث، جريمة تفجير مرفأ بيروت، أصبحت هذه الثقافة حاجة وطنية ماسة وواجبا مقدسا لنا جميعا.

واضاف : قبل الرابع من آب 2020، كانت مرارة هذا الشهر محطة شخصية وعائلية، ففي آب 1978، أي عندما كنت في ربيعي الثاني، خطف مسلحون حقودون والدي الصحافي والكاتب والأستاذ المدرسي ثم نفذوا فيه جريمة بشعة ووحشية، حيث  أرجع بعد أربعة أيام جثة هامدة معذبة غير آبهين بزوجة وأربعة أطفال أنا أصغرهم.

المجرم منا وفينا والنتيجة واحدة. ترعرعت في بيئة منازعات ومناكفات حزبية ومذهبية ومناطقية وشهدت أحداثا اختبرها كل أبناء جيلي لكني صمدت وتعلمت وتخرجت وبقيت احلم بسويسرا الشرق الذي ما برحت امي قبل رحيلها تحدثني عنه.

نشأت في حقول الزيتون وباحة كنيستي وأزقة بلدتي كفرحزير، أجبرتني الظروف التي لم تتغير حتى يومنا هذا، أن اسافر بحثا عن لقمة عيشي. احتضنتني دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة وفيها أيقنت المعنى الحقيقي للقيادة الرشيدة وترجمة حب الوطن الى افعال. وأصبحت الامارات عل الراس وبقي لبنان في القلب، فتواجدت وبشكل مستمر مع أهلي لأساهم في تنمية مجتمعي وأبقي الأمل للبنان أفضل لأولادي لأن لبنان هو الهوية وهو الانتماء.

أما اليوم، وبعد 45 عاما على شهادتي للحروب والانهيارات الاقتصادية والأمنية وسوء الاحوال الاجتماعية والحرمان المتكرر والممنهج لأبسط الحقوق الانسانية من كهرباء وماء ودواء ومحروقات وتخبط القطاع الصحي وسوء الادارة والافلاس وسرقة الودائع وصولا الى اذلال المواطن وافقاده لهويته …

اليوم، آن الاوان كي تتحول ثقافة الثورة والتغيير الى عمل جاد وسياسة تحمل المسؤولية لكل منا حسب مقدرته وموقعه، لنكون بصيص نور في عتمة هذا الوطن الذي سنبقى فيه نقاوم الظلمات ليبزغ فجر لبنان السيد، الحر والمستقل، تعلو مصلحته فوق المصالح والاعتبارات على اشكالها وانواعها.

واردف قائلا: من هنا، من مسقط رأسي من ارض اجدادي ووالدي الذي روت دماؤه أرض لبنان، من هنا من الكوره، مهد المثقفين والأدباء، منبع العلم والنجاح والتفوق منبر المربين والمربيات، سهل المزارعين والمنتجين مرقد الشهداء والأبطال، حصن الوطنية والشهامة، من هنا من كفرحزير، بوابة الكورة التي فيها تفك أصفاد الأسير لتحفظ كرامته، حصن البيئة والبيئيين التي فيها تغتصب الينابيع والجبال والوديان …

اقول لكم ان الوقت حان لطي الصفحة ولخلع عباءات التبعية، حان الوقت لكي يختار الكوراني ممثلين حقيقيين عنه، ممثلين مستقلين فكرا ورأيا وقرارا، غيرتابعين لأي حزب أو زعيم اوتيار، آن الأوان ليختار ابن الكورة من يشاء من خارج الغرف السرية. آن الأوان ليبقى الكوراني واللبناني في أرضهم وليس على أبواب السفارات ومكاتب الهجرة. اليوم ادعوكم أن نبدأ فصلا جديدا في العمل الدستوري، يختار فيه الناخب خادما للشعب لا زعيما للوجاهة.

وتوجه عبد المسيح الى الحضور قائلا: أهلي في كفرحزير والكوره الفوقا والكوره الوسطى والقلع والقويطع والبترون وزغرتا و بشري, الوقت لا يغير شيئا.. انتم تغيرون، لذا أنا، أديب جرجس عبد المسيح، ايمانا مني بلبنان الوطن النهائي لجميع ابنائه، وطن الشموخ والعزة والصمود، لبنان الحر السيد المستقل، لبنان الجزء الذي لا يتجزأ من محيطه العربي، لبنان الغني بأبنائه الصامدين في جباله وسواحلـه، في سهولـه ووديانه، والمنتشرين في أصقاع الأرض. و لأن لبنان هو الهوية والأنتماء، ولأني أؤمن به بعد ايماني بربي، ولأن اهلي جبلوا في ترابه واهله هم اهلي، ومن منطلق مبادئي الوطنية التي تربيت عليها، وحرصا مني على المواطنة الصالحة والحكم الرشيد ومنطق بناء دولة حضارية حديثة، وبعيدة عن منطق الميليشياوية والمافيوية.

أتشرف بأن أعلن بكل محبة وتواضع ترشحي عن المقعد النيابي في قضاء الكورة، ضمن دائرة الشمال الثالثة.

كما أعلن اني مرشح مستقل تابع فقط لمصلحة وطني لبنان.

وختم: نسبة الى عدم عدالة شروط المنافسة أو ظروفها أو سياقها، اعي تماما اني اخترت معركة صعبة يعتبرها بعضهم مستحيلة، كوني مرشح مستقل،  تغييري، لم أنتم يوما ولم أنتسب الى أي حزب لكني عقدت العزم عل شق هذا الدرب الشاق ليس طمعا مني بمنصب أو وجاهة بل حفاظا عل جيل كامل سئم التهميش والمحسوبيات وضاق ذرعا بأصوات ترمى بعد الانتخابات في سلة المهملات.

أعاهدكم بأني سأرفع صوتكم الصارخ حرمانا، اعدكم أن نتحمل معا مسؤولية الغد لكي لا يلومنا التاريخ يوما أننا تقاعسنا أمام مناظر الذل لأبنائنا وبناتنا. لكي لا يلومنا التاريخ يوما أننا لم نتحد ولم نتحّد لكسر حواجز الخوف والمذلة لاستعادة حقوقنا المسلوبة لكي لا يلومنا التاريخ يوما أننا لم نسع لاستعادة أبسط حقوقنا المعيشية والحياتية والقانونية المصادرة عند منظومة فاسدة قضت عل جنى عمرنا واستهزأت بمستقبل وآمال اولادنا.

نعم, أدرك أن المعركة صعبة وشاقة لكنها ليست مستحيلة النضال من أجل كرامتنا وحقوقنا وهويتنا هو السبيل الوحيد. تذكروا الوقت ما بيغير.. انتو بتغيروا.

Post Author: SafirAlChamal