الحريري العائد في ذكرى والده: الإنسحاب لا التعليق… عبد الكافي الصمد

أمام كتلته النيابية التي أعاد اجتماعه بها أمس، بعد الإجتماع السّابق الذي عقده معهم قبيل إعلانه في 24 كانون الثاني الماضي، ″تعليق″ عمله في الحياة السياسية اللبنانية، وعدم الترشّح للإنتخابات المقبلة، هو أو العائلة أو تيّار المستقبل، أعاد الحريري مرّة جديدة تأكيد موقفه، لكن مع مزيد من التشديد هذه المرّة، بعد اجتهاد كثيرين من نوّاب التيّار الأزرق في تفسير موقفه، وحتى لا يضيع “الشنكاش” لديهم.

في الساعات الـ48 الماضية تسرّبت معلومات أنّ الحريري عائد إلى بيروت لإحياء الذكرى الـ17 لاغتيال والده الرئيس الراحل رفيق الحريري، لكن هذه المرّة سيكون الإحتفال مختلفاً في الشكل والمضمون.

ففي الشّكل لن يكون هناك تجمع بشري حاشد في السّاحات كما كان يحصل خلال السّنوات الأولى التي اعقبت الإغتيال، ولن يكون الإحتفال في قاعة “البيال” كما حصل في السّنوات التالية، إنّما هذه المرّة سيقتصر الإحتفال على وقفة عند الضريح بحضور جمع من المناصرين، وقراءة الفاتحة، من غير أن يكون للحريري كلمة سياسيّة أو موقف من التطوّرات كما جرت العادة. 

حسب التسريبات عن لقاء الحريري أمس مع نواب كتلته، فإنّ 3 نقاط رئيسية كانت حاضرة وجرى التأكيد عليها، هي:

أولاً: تأكيد الحريري المؤكّد لنوّابه بأنّه لن يترشّح للإنتخابات النّيابية المقرّرة في 15 أيّار المقبل، وأنّ تيّار المستقبل أيضاً لن يخوض الإنتخابات، لكنّه في المقابل لا يمكنه أن يمنع أيّ نائب من الترشّح، تاركاً الحرية وتقدير الموقف لهم، لكنه إشترط عليهم أن لا يكون ذلك تحت خيمة التيّار الأزرق، أو خوض غمار الإنتخابات باسمه.

ثانياً: خلال الأيّام الفاصلة بين قرار الحريري وعودته أمس إلى بيروت، أعلن عدد من نوّاب تيّار المستقبل أنّهم سوف يترشّحون لخوض الإنتخابات المقبلة ولن يتركوا السّاحة السنّية للفراغ، أو لمن سيستغلون غياب الحريري وتيّاره ليفوزوا بمقاعد نيابية لم يكونوا يحلمون بها في ظل وجود التيّار.

لكن الحريري، وفق التسريبات، نصح نوابه “كأخ وليس رئيساً لتيّار المستقبل”، حسب قوله أمامهم، عدم الترشّح، مبرّراً ذلك بأنّ لبنان “مقبل على مزيد من التدهور، وبأنّه لا يوجد حلّ في الأفق”، مضيفاً: “مش مضطرين تاكلو مسبات”. وهو موقف من شأنه يجعل بعض النوّاب الزرق يعودون عن قرارهم بالترشّح، خصوصاً المتردّدين منهم في خوض غمار الإنتخابات من عدمه.

غير أنّ كلام الحريري عن أنّ الأيّام المقبلة لن تكون مريحة للبنان، أثارت هواجس ومخاوف كثيرين عما يملكه الحريري من معلومات حول المرحلة المقبلة للبلد، وهل أنّه أراد بذلك تحذير اللبنانيين من مخطّطات لتفجير السّاحة اللبنانية، أم مزيد من إنهيار الأوضاع الإقتصادية والمعيشية فيه؟

ثالثاً: أبلغ الحريري نوّابه بممارسة دورهم التشريعي وعدم مقاطعة أيّ من جلسات مجلس النوّاب ومناقشة الموازنة، كما لو أنّ شيئاً لم يتغيّر عليهم. لكنّ البارز في موقف الحريري، والمستجد فيه، أنّه أبلغهم رفضه تمديد ولاية المجلس النيابي، وأنّ القرار سيكون حينها إستقالة نوّاب التيّار فوراً من المجلس.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal