جورج وجورجات.. سيارتا إسعاف قدمتهما جمعية “كلنا أهل” برئاسة أديب عبدالمسيح هبة للصليب الأحمرـ فرع الكورة

تسلم الصليب الأحمر اللبناني من جمعية “كلنا أهل” بشخص رئيسها أديب عبدالمسيح، هبة عبارة عن سيارتي إسعاف لصالح مركز الإسعاف والطوارىء في الكورة، في إطار اتفاق تعاون يضم أيضا تأهيل غرفة عمليات الشمال وتجهيزها بالمفروشات، بحسب معايير الصليب الأحمر.

أقيم الاحتفال في قاعة مركز الصليب الأحمر – فرع الكورة في أميون، في حضور قائمقام الكورة كاترين الكفوري، المسؤول عن مكتب أمن الدولة في الكورة العقيد جان فنيانوس، آمر مفرزة حلبا القضائية العقيد نديم عبدالمسيح، رئيس بلدية دده ربيع الأيوبي ممثلا رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم، رئيس بلدية أميون المهندس مالك فارس، رئيس بلدية كفرحزير فوزي المعلوف، رئيس بلدية فيع الدكتور أمين عبدالله، وشارك الأمين العام للصليب الاحمر جورج كتانة والمسؤولة عن قطاع الإسعاف والطوارىء روزي بولس والمسؤول عن قطاع إدارة الكوارث غسان حنا ورئيسة فرع الكورة فريدا أيوب ومدير قطاع الإسعاف والطوارىء الكسي نعمة وإداريون ومتطوعون وأعضاء في الصليب الأحمر.

 وبعد تسلم السيارتين في باحة المركز، بدأ الاحتفال بكلمة ترحيب لرئيسة فرع الكورة نوهت فيها بـ”أهمية دعم الصليب الأحمر اللبناني في هذه الظروف الصعبة”، وشكرت للجمعية “هذه الهبة المميزة”. ونوهت بجهود الأعضاء والمتطوعين في الفرع.

عبدالمسيح

وألقى المهندس أديب عبدالمسيح كلمة قال فيها: يقول جبران خليل جبران: “لا قيمة لعطائك ٳن لم يكن جزءاً من ذاتك” والعطاء ليس مجرد مال ومأكل ودواء، العطاء مساهمات قيّمة في مضامير الحياة، فالعطاء محبة والجود من عمق النفوس والتعاون و انقاذ الأرواح، هو الأحسان والمشاركة وبث البركة وادخال الفرحة الى قلوب الحزانى وزرع البسمة على شفاه يبست من الحرمان وقلة العاطفة.

سياستنا ومبادؤنا في جمعية “كلنا أهل” مبنية أولا وآخرا على ما تعلّمناه وتربّينا عليه في بيوتنا: علمونا أهلنا الايمان والاتكال على الله، حب الوطن، الاجتهاد في العمل، الانسانية في التعامل والعطاء من دون مقابل ومن القلب والذات.

ما جئتكم اليوم أقدم حسنة او معونة او عطفا، انا هنا اليوم اقف منحيا شاكرا لعطاءاتكم لأننا منكم نتعلم العطاء، واسمى معاني الانسانية.

انا هنا لاقدم الشكر والعرفان لمن لا يعرف الكلل والملل، لمن  تطوّع بملء ارادته في قضاء  والنهار متأهبا لتلبية النداء.

حفظت تماما كيف ان رجل اعمال شابا، وقف في عام 1859 في Solferino  في ايطاليا مذهولا امام المشاهد التي رآها .. هو Henry Dunant، طبعا الذي اسس لمبدأ  العطاء والخدمة الانسانية، وهكذا، بعد خسارتي أمي وقبلها بزمان بعيد والدي، أيقنت أن الطريقة المثالية في الحفاظ على ارثهم هي اعتبار المسن في مجتمعي كوالدي والأرملة والأم كوالدتي والمحتاجة أختي والذي تقطعت به السبل هو أخي.

بهذا أصبحنا جميعا أهل ومن هنا سميت جمعيتنا “كلنا أهل”: جمعية لا تبتغي الربح، مصدر دخلها معروف، ليس لها أهداف سياسية أو حزبية غير مساعدة الناس والمجتمع والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية على النهوض والاستمرار في دورهم الاجتماعي والانمائي والخدماتي، فكنا حاضرين لخدمة أهلنا في المسائل المعيشية والاستشفائية والتعليمية والصحية، ثم قدمنا مشاريع وهبات تنموية واجتماعية وثقافية وزراعية وصناعية وحتى أمنية ولكي نكون دائما “البحصة التي تسند خابية” أهالينا غير آبهين لأي جهة انتموا أو أي مع معتقد اتبعوا أو أي مذهب أو طائفة اعتنقوا.

من منطلق هذه المبادئ، لم ننساكم يا عائلة الصليب الأحمر اللبناني العريقة، يا من اعتدتم على التضحيات وقدمتم شهداء على مذبح الوطن وملأتم القلوب أملا وعطاءات لا تحصى… أنتم أبطال الوطن تواجهون المخاطر والمصاعب لخدمة الناس جميع الناس و من اللحم الحي. أنتم ماضي ومستقبل مغروس بالحب والعطاء، أنتم الانسانية العابقة في كل موقف وحادث أليم.

تتميز مؤسستكم بادارة مشهود لها بالمناقبية وحسن الاداء وفريق عمل ومسعفين ومتطوعين يتفق الجميع أنهم درع منيع في هذا الوطن على امتداد مساحته.

 فاكراما لأهلنا وجميع الناس في الكورة والمناطق المجاورة و تكريما لأبي وأمي “جورج و جورجات” الذين وبفضلهما نترجم اليوم المعنى الحقيقي لـ”كلنا أهل”، وتخليدا لذكراهما الطيبة وعربون شكر منا لجهود وبسالة وشجاعة وعصامية ادارة وموظفي ومتطوعي ومسعفي الصليب الأحمر اللبناني في لبنان عامة والكورة خاصة، أرجو أن تقبلوا منا وبكل تواضع هبة سيارتي الاسعاف “جورج وجورجات” الجديدتين المجهزتين بكامل المعدات، عسى ان تكونا دعما اضافيا لخدمة رسالة الصليب الأحمر وأهلنا في المجتمع. كما يسرنا أن نعلن عن تسليمنا وفي القريب العاجل لمركز عمليات الصليب الأحمر في الكورة والذي تتولى جمعية “كلنا أهل” ترميمه وتحديثه لكي يصبح مركزا نموذجيا في محافظة الشمال وضمن مراكز الصليب الأحمر اللبناني على صعيد الوطن.

في الختام، أعود اليك يا جبران لأستأثر بقولك ” ومن الناس من يعطون بفرح وفرحهم مكافأة لهم”. نعم يا أحبة، فرحي الذي لا يوصف اليوم هو المكافأة الوحيدة لي ولجميع كوادر جمعية “كلنا أهل” ولأهلي في السماء وعلى الأرض. المكافأة تجدونها دائما في ذات الانسان وراحة ضميره وفرحه بالعطاء أكثر من الأخذ. كما اني سأفرح أكثر عندما أسمع وأعلم عن هبات أخرى من أصحاب ألأيادي البيضاء الذين أدعوهم من هذا المنبر لدعم مؤسستكم بحسب مقدرتهم لكي تستمر مسيرتكم و تبقى رسالتكم.

يبقى الكلام قليلا أمام أهل الاحسان وأصحاب شعار “الانسان غايتنا والخير هدفنا” فشكرا لكم جميعا وأخص بالذكر ادارتي وموظفي “كلنا أهل” و”مارين كور” وألف مبروك للصليب الأحمر اللبناني – فرع الكورة على الاسعافين “جورج وجورجات” راجيا أن يكونا دائما مركبات انقاذ الأرواح ووسيلة للمّ شملنا جميعا و التخفيف من الآلام و المواجع. دمتم للخير والعطاء…..

كتانة

وكانت كلمة لكتانة قال فيها: “لمنطقة الكورة معزة خاصة في قلبي، ولمركزها الإسعافي موقع مميز من ضمن مراكز الصليب الأحمر اللبناني، لكونه من المراكز الإسعافية الناشطة في منطقة الشمال. وما يجعلني سعيدا جدا في هذا الوقت إضافة إلى وجودي في الكورة بين عائلتي في الصليب الأحمر اللبناني، هو موضوع المناسبة اليوم، وهو استلام هبة مميزة من شخص تعودت يده على العطاء وقلبه يفيض بنبل المشاعر والحس الإنساني. ومن خلال تعاون بدأ منذ سنة تقريبا مع جمعية “كلنا أهل” بشخص رئيسها السيد أديب عبدالمسيح، نتوج اليوم هذا التعاون بهاتين السيارتين، من خلال اتفاقية وقعها مع الصليب الأحمر اللبناني وتضم أيضا تأهيل غرفة عمليات الشمال وتجهيزها بالمفروشات بحسب المعايير التي طلبها الصليب الأحمر اللبناني، فهو إذ يؤكد من خلال هذه الهبة أن جمعية “كلنا أهل” تساهم بخدمة المحتاج ليس فقط أبناء المنطقة بل أيضا في كل مكان، وكل هذا مع احترام كامل لمبادىء وقواعد ومفاهيم الصليب الأحمر اللبناني والمحافظة على صورة الجمعية ووصولها الآمن لتبقى خدماتها شاملة للجميع من دون تحيز وبحيادية مطلقة مع المحافظة الدائمة على الاستقلالية”.

 وأشار إلى أن “الصليب الأحمر اللبناني يقدم سنويا حوالى مليون خدمة إنسانية متنوعة من خلال مراكزه المنتشره على كامل الأراضي اللبنانية بجهود 12000 متطوع، وأن قطاع الإسعاف والطوارىء قدم سنة 2021 أكثر من 166 ألف مهمة وخدمة إسعافية على مستوى وطني ومن ضمنها أكثر من 37 ألف خدمة على مستوى محافظة الشمال ومن ضمنها ايضا حوالى 4285 خدمة ومهمة من خلال مركز أميون الذي يفتح أبوابه 24 على 24، ومن خلال جهود وتضحيات زهاء 80 مسعفا ومسعفة. والصليب الأحمر اللبناني يساهم من خلال مراكزه المتنوعة في تقديم الخدمات المختلفة وكذلك النهوض الصحي على مستوى وطني والوقوف بجانب المحتاجين عسى أن يبقى على قدر التطلعات، وهذا الشيء لا يتحقق إلا بدعم من الشركاء والخيرين في الوطن والخارج”.

وشكر للمتبرع أديب عبدالمسيح “هذه المبادرة الطيبة وهذه الهدية المميزة والمعبرة التي تحمل الكثير من معاني الثقة بالصليب الأحمر اللبناني، مما يعزز فينا روح الإنسانية فنلمس من خلال ذلك تقدير الناس وثقتهم بنا”.

وفي الختام قدم كتانة لعبدالمسيح ميدالية الصليب الأحمر عربون شكر وتقدير.

 

Post Author: SafirAlChamal