بين ما خلّونا وما خليناهم الشعب يلفظ انفاسه!… مرسال الترس

غريب أمر الساسة في لبنان في القرن الحادي والعشرين كيف أنهم استبدلوا مقولات فلنضحي من اجل لبنان التي رفعها العديد من السياسيين والقيادات منذ بدأت تتبلور فكرة لبنان الكبير مطلع القرن العشرين، إلى التبجح بالنكايات ولو قضت على لبنان وشعبه الذي بات يفتش عن لقمة شريفة داخل البلاد أو يتسوّل دعماً من هذه الدولة الشقيقة أو تلك الدولة الصديقة!

بالأمس أطل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على اللبنانيين ليبلغهم بأنه إعتمد نفس أسلوب خصومه في التعاطي مع الأزمات في لبنان منذ وصول عمه العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية فقال في احتفال في اعالي كسروان: “طبعاً ما خلونا نجيب كهرباء ولا نصلح السياسة المالية، لكن نحن ايضاً في المقابل ما خليناهم يوضعوا يدهم على البلد”.

الاسئلة التي راح يطرحها المراقبون في الساعات الماضية بعد الاستماع إلى كلام رئيس التيار البرتقالي تمحورت حول التالي:

هل إذا تعرقل تأمين التيار الكهربائي طوال ساعات اليوم من قبل سياسيين يريدون أن يمارسوا ضغطاً معيناً لغايات في نفس يعقوب، يواجه مثلاً بتعطيل تأمين الفيول والمحروقات للمولدات أو لمحطات طاقة بديلة، أم يتم التفتيش عن مخارج تحقّق أحلام المواطنين والناخبين الذين وضعوا ثقتهم في هذا المسؤول أو ذاك. والحل لا يكون بالتشبث بالمراكز من أجل أن “تطير العنزة”، بل بالاستقالة وكشف المعرقلين على “راس السطح”، وليس الإكتفاء بعبارة “ما خلّونا”؟!

وإذا تعرقل تأمين الدواء والمستلزمات الطبية للمواطنين من قبل جهات تبغي الربح أو تحقيق الثروات، لا يواجه بتجفيف الدعم عن المستشفيات والمستوصفات، بل بكشف المتورطين والمتحكمين بهذا القطاع، والسعي لمد يد العون إلى المواطنين بكافة السبُل والطرق المتاحة!

وإذا تعرقلت مواجهة الإنهيار الكبير في سعر العملة الوطنية يتم الإتجاه إلى دخول سوق المضاربات لتحقيق الأرباح والثروات، بدل السعي إلى كشف المتورطين في هذه الحلقة الجهنمية وما تعكسه على أهل البلاد من ازمات خانقة تؤدي بهم إلى الفقر والعوز! 

وبات لسان حال اللبنانيين يردد بقوة: “المزايدة يا معالي الوزير تكون بالتفتيش عما يخدم المصلحة والمواطنين الذين ينتظرون تحسين أوضاعهم من عهد لآخر، وهذه وظيفة من يتولى السلطة. وليس المزايدة في التعطيل كالرجل الذي يريد أن يقهر حماته بالانتقام من زوجته وعائلته.

ويضيفون:”رحم الله أيام زمان حين كان هناك رجال دولة يتحملون مسؤوليات ما أُسند اليهم، وليس مواجهة الشر بالشر” فالبادئ حينها لا يكون أظلم، فالجميع ظالمون والشعب وحده هو المظلوم!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal