ازمات مفتوحة.. وترف الوقت ليس في صالح البلد!… حسناء سعادة

إختلفت مع البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير او وافقته في رأيه السياسي، إلا أنه لا يمكن نكران صحة مقولته التي تنطبق اليوم اكثر من اي يوم مضى على وضعنا الراهن حيث لطالما ردد أننا بتنا كعربة يجرها حصانان احدهما يشدها الى الامام والثاني يشدها الى الوراء.

بالفعل اليوم هناك شرخ كبير بين الافرقاء في لبنان لجهة النظر الى مختلف الملفات المطروحة حيث كل يراها من منظوره الخاص، سواء بالنسبة لملف التعاطي مع صندوق النقد او ملف التدقيق الجنائي وصولاً الى ملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو الاسرائيلي من دون أن ننسى ملف توتر العلاقات مع السعودية ودول الخليج.

ملفات كثيرة وكبيرة توّلد ازمة وراء ازمة وتحتاج الى قرارات جريئة فيما لا توافق على حلها او حتى على تصور لحلها بحيث كل طرف يغني على ليلاه ويُخوّن الطرف الاخر ، فمن ملف التحقيق بانفجار مرفأ بيروت الى ملف احداث الطيونة الى ملف اموال المودعين الى ملف الأزمات المتوارثة كموضوع الكهرباء والنفايات، ومعها الازمات المستجدة كارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية والتلاعب في السوق السوداء مروراً بازمة الادوية والمستشفيات والبنزين والمازوت وصولاً الى ملف النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينين.

ازمات مفتوحة على كل الاحتمالات فيما ترف الوقت ليس لصالح البلد واهله الذين باتوا على ثقة بأن الاعجوبة وحدها الكفيلة بمعالجة ولو ازمة واحدة من الازمات التي تقلق يومياتهم وترخي بثقلها على حياتهم المكفهرة جداً هذه الأيام.

يقال ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، لكنه في لبنان، يفسد كل شيء، فإن لم تكن معي انت ضدي، وهنا لب المشكلة، وبهذا التوجه لا يمكن لاي مشروع او حل او اقتراح ان يسلك طريقه الطبيعي للتنفيذ.

حصان يجر الى الامام واخر الى الوراء والعربة التي اسمها لبنان باتت مشلعة والكل يعتقد أنه الأحق بها وأن حصانه هو الذي يجر الى الامام من دون أن يلاحظ حتى أنه في تحديد طريق العربة هناك اختلاف.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal