من يقف وراء التصويب على البطريرك الراعي؟… مرسال الترس

في خضم التوتر الذي حصل بين ″حزب الله″ وحزب ″القوات اللبنانية″ نتيجة الأحداث الدامية في محلة الطيونة في العاصمة بيروت يوم الخميس في الرابع عشر من الشهر الحالي، تم منتصف هذا الأسبوع توزيع فيديو عبر ″الواتساب” للبطريرك الماروني بشارة الراعي عندما كان مطراناً على أبرشية جبيل مع الإعلامي وسام بريدي في أحد برامج محطة الـ ″MTV″ يقول فيه: ″إن جعجع لديه شخصيته الخاصة ولكن لديه مواقف تَهدم أكثر مما تبني″.

هذا الفيديو طرح سؤالا حول من يقف وراء هذا التصويب، ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ علما أن سيد بكركي حرص على إنتقاء الكلمات بعناية في توصيف ما جرى في الطيونة. فتعليقاً على تلك الأحداث أعرب في عظة الأحد عن استنكاره “أشدّ الاستنكار لما جرى وما رافقه من مظاهر مسلّحة”، مشدداً على أنّ “المسّ بالسلم الأهلي مرفوض ولا يجوز لأي طرف اللجوء إلى التهديد أو العنف”. مجدداً رفضه العودة للاتهامات الاعتباطية والتجييش الطائفي والشعارات الجاهزة ومحاولات العزل وتسويات الترضية واختلاق الملفات واختيار أشخاص أكباش واحلال الانتقام بدل العدالة”.

كما دعا الراعي الجميع إلى “التلاقي لقطع دابر الفتنة”!

وأضاف: “الشباب المسيحيون مدعوون لمعرفة حقيقة الإسلام، والشباب المسلمون مدعوون لمعرفة حقيقة المسيحية وإيمانها وقيمها، وهذا هو جوهر العيش المشترك الذي يميّز لبنان”. 

الثابت ان معظم اللبنانيين أجمعوا على أن ما جرى في الطيونة كاد أن يعيد أجواء الحرب الطائفية المقيتة. لذلك ركّزت العديد من الدعوات إلى تحكيم العقل والإبتعاد عن أجواء التشنج التي لا تخدم سوى أعداء هذا الوطن المنكوب بصراعاته! فمن هي الجهة التي لم يعجبها كلام بطريرك الموارنة وأراد أن يذكّره بمواقف سابقة له توقع الشقاق بينه وبين أحد زعماء الطائفة – في المفهوم السياسي للتوصيف – كرئيس لحزب يضم غالبية مارونية؟.. وهل المقصود العودة إلى تأجيج الصراع داخل البيت الماروني الذي يذخر بالعديد من الخلافات الحادة بين أركانه، وفي ذاكرة الجميع كمٌ من الصراعات الدامية جداً في غالب الظروف، والسبب المحوري في كل تلك التجاذبات التي تخرج عن المألوف، بسب التنافس على موقع رئاسة الجمهورية وكما يوصّف جميع المتابعين. في حين أن التوافق بين مكونات هذه الفئة من اللبنانيين لم يكن الاّ خلال فترات وجيزة جداً. بينما بات الموارنة الذين يدفعون الأثمان باستمرار يرددون في سرّهم: “ليتهم (لا أحد يُدرك من هم) يأخذون هذه الكرسي ويريحون الموارنة من هذا الحمل الثقيل”!


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal