بعيدأ عن لعبة الشارع.. المرده يتشبث بميزان الحرص على تعايش اللبنانيين! … مرسال الترس

توقفت الأوساط السياسية بإنتباه شديد إلى ما تردد في جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الفائت من أن الوزيرين اللذين يمثلان ″التكتل الوطني″، وزير الاتصالات جوني القرم ووزير الإعلام جورج قرداحي قد تضامنا مع زملائهم الذين يمثلون ″حركة امل″ و″حزب الله″ الذين هدّدوا بتعليق مشاركتهم في الحكومة إذا لم يُتخذ القرار الملائم إزاء آداء المحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.

هذا الموقف الذي يعكس المسؤولية الوطنية، للحفاظ على تعايش اللبنانيين وميثاقية توزيع السلطة في الحكم اللبناني منذ مرحلة إعلان الاستقلال مروراً بإتفاقيّ الطائف والدوحة وصولاً إلى اليوم، ليس جديداً على تيار حرص منذ نشأته على مدّ الجسور مع كافة الأفرقاء الشركاء في الوطن.

فحول ما تم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام من أن  تيار المرده لم يكتف بالتضامن بل إنه سيشارك في التحرك الشعبي على الأرض أوضحت عضو المكتب السياسي في المرده السيدة فيرا يمين عبر تغريدة: “بمجرّد أن ينسحب وزراء حزب الله وحركة أمل من الحكومة فإنّها تصبح غير ميثاقية. وبالتالي كل كلام عن انسحاب وزراء المرده غير دقيق ولن يغيّر في المعادلة”. في حين أشار المسؤول الاعلامي في “المرده” المحامي سليمان فرنجيه ألى “ان تعليق مشاركة وزراء التكتل الوطني لم يُطرح”!

في غضون ذلك كان رئيس التيار سليمان فرنجيه يحسم الموقف مما جرى حيث رأى في إطلالات تلفزيونية “أن هناك فكراً عقيماً لدى البعض في لبنان، وهو فكر انعزالي سيدفع المسيحيون ثمنه اذا استمر هذا التحريض”. موضحاً “انه على الجميع التحلي بالمسؤولية الوطنية لانه اذا تطور هذا الجو لا احد يعلم اين سيؤدي بنا، ومن المؤكد ان ذلك لن يكون لمصلحة لبنان”.

وبعدما وجه فرنجيه التحية الى حركة امل وحزب الله على استيعابهما للموضوع “تمنى ان يكون ما حدث عبرة نستشعر من خلالها الخطر الذي يُضمره العدو الاسرائيلي”. لافتاً الى ان كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن المستجدات يعبّر عن مسؤولية وطنية”.

وتابع”: يبدو أن البعض يريد خوض الانتخابات عبر الاستثمار بالفتنة وعبر السلبية والتخويف”!

الواضح ان موقف المرده السياسي لجهة الوقوف في المكان الصحيح البعيد عن التحديات والنكايات يشبه إلى حدٍ بعيد ما كان يلجأ إليه قادة كبار تركوا بصمات في السياسة اللبنانية. وهذا الكلام يشمل رئيس الجمهورية السابق كميل شمعون ورئيس الحكومة السابق الشهيد رشيد كرامي ورئيس حزب الكتلة الوطنية العميد ريمون الذين ما كانوا يتوانوا عن إتخاذ مواقف لافتة لحماية الصيغة اللبنانية، حتى ولو كانوا يخالفون الرأي السياسي للفريق الذي كانوا يتضامنون معه. ومن رافق الأحداث والتطورات في تلك المراحل يتذكر ما كانت تشهده أروقة مبنى مجلس النواب في ساحة النجمة، أو في مجلس الوزراء.

وتأتي مواقف المرده لاستدراك ما يقوم به البعض خارج السياق بينما الوطن يقف على شفير الهاوية. كما ترتكز إلى النهج الذي إعتمده الرئيس الراحل سليمان فرنجيه في تعاطيه السياسي وشعاره:”وطني دائماً على حق”، بكل ما يتضمن من رسائل!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal