وأصبح عندنا حكومة!… عبدالله خالد

مع نيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ثقة مجلس النواب بأكثرية وازنة بلغت 85 نائبا من أصل 100 حضروا جلسة الثقة تنتهي فترة حكومة تصريف الأعمال التي استمرت 13 شهرا ويصبح للبنان حكومة متوازنة وفاعلة يأمل الجميع أن تكون منتجة ومنفتحة على كل مكونات الوطن تحقق مصلحة الوطن والمواطن ومنفتحة على كل الأقطار العربية وتحظى بثقة المجتمع الدولي وتبدأ مسيرة الإنقاذ والإصلاحات المطلوبة لبدء استعادة الوطن عافيته. 

قدم الرئيس نجيب ميقاتي نموذجا يحتذى به في التشاور مع كل الأطراف المحلية العربية والدولية وبدا منفتحا على كل الطروحات التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن. وجاء رفضه الدخول في بازار التشكيلة الحكومية قبل تكليفه رسميا ليؤكد رغبته في الفصل بين مرحلتي التكليف والتأليف في تأكيد عملي على أهمية وضرورة احترام الدستور، رافضا الإلتزام بوعود مسبقة ومشددا على أهمية عامل الوقت لأننا لا نملك ترف إضاعته في وقت ينهار فيه الوطن وتتحلل مؤسساته. 

بقي ميقاتي مصرا على سلوك الأوتوستراد العريض المؤدي إلى تحقيق المصلحة الوطنية العليا وعدم الإنجرار إلى الزواريب الضيقة التي تحرف الأنظار عن الهدف المركزي والتركيز على قضايا هامشية تعرقل مسيرته وتغرقها في متاهات تبعدها عن الهدف المطلوب. وبهذه العقلية المنفتحة دون التخلي عن الثوابت والبعد عن التلهي بالقشور وإعطاء نفسه مهلة محددة لبلورة النتائج لأن عملية تشكيل الحكومة إذا حسنت النوايا لا تحتاج إلى شهور، تمت عملية التشاور وحققت الهدف المرتجى وتصاعد الدخان الأبيض معلنا تشكيل الحكومة التي تم التوافق عليها بإعتبارها حكومة الممكن. 

مع صدور التشكيلة تم إعداد البيان الوزاري بسرعة إستثنائية وكذلك الحصول على ثقة مجلس النواب لتبدأ عملية الوصول إلى مرحلة الأمان والنهوض والإستقرار وهي عملية شاقة وطويلة تحتاج إلى تكاتف الجهود وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الذاتية. 

إنها حكومة العزم والأمل والعمل كما تمت تسميتها فبالعزم والإرادة تتحقق المعجزة وبالعمل تزول الصعوبات وبالأمل نقترب من صنع المستحيل. 

المطلوب اليوم وقبل أي أمر آخر وقف الإنهيار وبدء مسيرة التخلص من طوابير الذل وتأمين رغيف الخبز والدواء والكهرباء ووضع خطة عمل واضحة المعالم بعضها آني وعاجل وبعضها الآخر مرحلي يتطلب بعض الوقت، ويتوج كل هذا بإصرار على انتشال الوطن من كبوته وهذا لا يتحقق بالكلام وإنما بالعمل الجاد والمستمر والإصرار على متابعة مسيرة الإنقاذ والإصلاح. 


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal