وهكذا.. أصبح للبنان حكومة فعلية!… عبدالله خالد

… وأخيرا وبعد ثلاثة عشر شهرا على استقالة حكومة الرئيس حسان دياب تصاعد الدخان الأبيض معلنا توافق الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي على التشكيلة الحكومية بعد 14 جولة من مفاوضات شاقة تجاوزت في النهاية كل العقبات والعقد وتم توقيع التشكيلة من قبل رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري وتضم مجموعة من الإختصاصيين المتوافق عليهم من القوى السياسية التي أعلنت قبولها المشاركة في حكومة إنقاذ مهمتها وقف الإنهيار وبدء بلورة خطة إقتصادية للبدء بمسيرة تستعيد ثقة المواطن والمجتمع العربي والدولي معا. 

جاء إعلان الحكومة بعد اللقاء اللبناني- السوري الذي عقد في دمشق لبحث موضوع استيراد الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية الذي أعلنت فيه سوريا استعدادها لتقديم كل ما من شأنه أن يساعد لبنان على استعادة عافيته، وكذلك بعد اللقاء الرباعي اللبناني- السوري – المصري – الأردني الذي عقد في عمان وتم التوافق على خطة وصول الغاز والكهرباء ليتوج كل هذا ببدء وصول الفيول العراقي مطلع الأسبوع المقبل إلى لبنان أمكننا أن ندرك أن بوادر وقف الإنهيار الإقتصادي- الإجتماعي أصبحت ممكنة وإن كانت تحتاج إلى عمل جاد وشاق سيبدأ بعد عقد أول اجتماع للحكومة قبل ظهر الإثنين المقبل. 

وهذا يعني أن الحكومة تملك بعض المعطيات التي تستند إليها بإنتظار بلورة خطة اقتصادية جادة تبدأ مسيرة الإنقاذ والإصلاحات التي تستقطب المساعدات الكفيلة ببدء مسيرة جادة تضع لبنان على طريق التعافي- على صعوبتها، إذا امتلكت الإدارة والتصميم على اعتماد مصلحة الوطن كبديل للمصالح الخاصة التي أوصلت البلاد إلى الفراغ… 

وهكذا أصبح للبنان حكومة فعلية وليس حكومة تصريف أعمال محدودة الصلاحيات بعد إضاعة ثلاثة عشر شهرا من المماحكات والجدل العقيم الذي سرع في انهيار البلاد وأوصلها إلى حالة موت سريري تنتظر إعلان الوفاة فقط مع استمرار التشنج.

وكان الرئيس ميقاتي قد طلب مهلة شهر لبلورة خطة عمل إقتصادية إنقاذية ستعمل الحكومة على تنفيذها، وهكذا نجحت الضغوط الخارجية والمتابعة الداخلية في بلورة حكومة تنهي مرحلة تصريف الأعمال بعد تدوير بعض الزوايا بين الرئيسين عون وميقاتي آخذين بالإعتبار أهمية وضرورة إنهاء مرحلة التعثر والتركيز على الآم اللبنانيين وأوجاعهم بعد أن تكاثرت طوابير الذل التي أوصلتهم إلى الهاوية بعد فقدان المحروقات والأدوية وجعلتهم يلهثون وراء رغيف الخبز ويعانون الجوع والفقر والبطالة. 

لقد تشكلت حكومة أفضل ما يمكن التوصل إليه، على أمل أن تكون قادرة لأن مسؤولياتها كبيرة وأولوياتها معالجة هموم الناس وفي مقدمتها انهيار القدرة الشرائية للعملة الوطنية، حكومة لكل اللبنانيين وليس لفريق واحد تعمل كفريق عمل لمنع الإحباط واليأس وزرع الأمل، تتواصل مع الجميع بإستثناء الكيان الصهيوني المحتل وهذا ما أكده الرئيس ميقاتي حين قال أنه سيتواصل مع جميع رؤساء الدول العربية طالبا المساعدة لوقف انهيار لبنان، مؤكدا أن من يريد عرقلة عمل الحكومة فليخرج منها لأن هدفنا هو الإنقاذ والبناء والتعاون معا وأن خطته الإنقاذية موجودة وتنطلق من العمل على تحقيق أربعة أهداف: مواجهة كورونا ومعالجة مضاعفات انفجار مرفأ بيروت والإصلاحات والإنتخابات النيابية على أن يتم البدء فورا بإصلاح الوضع المعيشي. 


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal