عصر الرياء والكذب!… بقلم: الدكتور باسم عساف

أطلق على العمل السياسي، صفات متعددة.. ومنها على سبيل المثال ″فن الممكن… حسن تدوير الزوايا… الذكاء الإحتيالي… ثعلب الإخراج… إضافة الى الشعار الشيطاني: الغاية تبرر الوسيلة″.

هكذا تدار الشؤون السياسية في العالم، وهكذا تتعامل الدول مع بعضها البعض، أو مع شعوبها، لإستمرار الحاكمين بالتربع على السيادة، لتدوم لها القيادة، وتتعمم لها الريادة، ولو نُفِّذت بالبلادة، دون الوصول بالبلاد الى السعادة، فباتت عندهم عرفاً وعادة، وهمهم سماع التقريظ والإشادة، وإلا إستخدام الرعب دون هوادة، وعند البعض تستخدم الإبادة، هكذا هي سياستهم أيها السادة…

ما يجري في الكرة الأرضية، أيضاً يجري في لبنان، كيف لا، فهو مختبر لكل مطابخ العالم التي تطبخ السمَّ القاتل، وتوزع نيترات الشؤم على كثير من الدول، وخاصة المحيطة به، كما يجري بتصدير خبراء القتل والتفجير الى معظم الأشقاء.

ذلك لإبراز خبراتهم وتجاربهم الفظة بالتعبير، تحت ستار الرياء والكذب الكبير، وبالتعاون والتنسيق من أجل التغيير، والخروج من التعتير، لتسديد المسير، والإتجاه الى حسن المصير، فتكون النتيجة بسوء التدمير، وهي تحمل شعار الإصلاح والتغيير..

كيف لهذا المسار، في عهد الساسة الكبار وأبناء العائلة والأصهار وأصحاب صفة المستشار ممن ينافسون التجار الذين يتحاصصون النهب ليل نهار، من أن يتركوا البلد ينهارعلى رؤوس المخلصين والأخيار، وقد حفروا لكل واحد القبر والمزار، وليس لهم إلا القوي الجبار!.

هؤلاء الساسة الذين يبطنون عكس ما يظهرون، والذين يحتالون على شعوبهم بوعود وأقاويل عكس ما ينفذون وما يمارسون، ذلك خوفاً من إفتضاح أمورهم ومن جرجرتهم الى السجون أو سوقهم إلى القبور، بعدما وضعوا قلوبهم بأيديهم، حيث إنتفض الناس لرؤيتهم على المشانق، وهو حلم يراود كل مخلص لهذا البلد، مهما كان حجمهم ومهما كبرت صورتهم ومهما كان مقامهم ومهما كانت سلطتهم.

جميعهم وجب أن يخضعوا للعدالة، وأن يكونوا بخدمة الميثاق والدستور والقانون، وأن يكون فداؤه بلا حدود، لتجنب أي مردود .

يقال: على من تقرع مزاميرك يا داوود… ويقال: الضرب بالميت حرام، فعلى ماذا نعيد ونصقل بالتجريب لمن لا همَّ لهم إلا التخريب، وأسياد الموقف المريب، في خدمة كل غريب، لأنهم تعودوا سلوك الزواريب، وهم عبروا صفات المحاريب، وخاضوا حروب إلغاء المعاريب، وكان لهم تسويات التهريب، والصفقات الوازنة بالتسريب، لنفع كل موالٍ قريب.

الإدعاء برفع شعار الإصلاح والتغيير شكلاً، والعمل بعكسه مضموناً، هو الكذب والرياء بعينه، ومن هنا تجرُّ معك عربة العهد القوي، ويلات الشؤم والفساد والمفسدين الذين لا لون لهم ولا دين ولا يشعرون بما تدين.

إن تأليف الحكومات في لبنان بات هماً كبيراً، لأن الأمر يتطلب الحيلة والغيلة والإلتفاف على كل إتفاق وتعاون لمآرب ملتوية ومشارب مستوية وهي لمخططات وهمية منتمية، همها الوحيد إستخدام التورية، والتغيير في سبيل التعمية، لأجل إستخدامها إنتخابياً في التسمية، والوصول الى الرئآسة بالترضية، فليس لهم إلا مخاض التوعية، ومواجهتهم بالحصيد والتصفية، وإعادة الحكم والسلطة للتنقية، حتى ولو كان الوصول بالتزكية، أو بالتوافق والتولية، وبالوضوح والعلانية.

هكذا تعود الى لبنان العافية، وكل أساليب التقوية، وبالجد والعمل لا بالتسلية.

إلى متى تسير الأمور بعكس التيار؟.

إلى أين يأخذون مصير الوطن والمواطن؟.

متى يقف اللبنانيون الموقف الصادق؟.

من يتصدى للمفترين والكاذبين في غيهم؟.

كيف يأخذ المخلصون دورهم بالتغيير؟.

هل سيبقى لبنان رهينة الموتورين بحقدهم؟.

*تساؤلات، وتساؤلات من أفواه الثكالى والأرامل والأيتام والمعوقين والمعطوبين والمشردين والمحتاجين والمعوزين والمفلسين والعاطلين والمطرودين والجائعين والمرضى المزمنين والمغادرين والغارقين والكافرين بكل طائفة ومذهب ودين، لفساد منظومة السياسيين القائمين على مبدأ المحتكرين والمحتقرين، مستخدمين أسلوب الحاقدين الحاسدين، وهم يتقنون فعل الخائنين المتخاذلين..

فكيف بهؤلاء نشكل حكومة المستقلين، وهناك ثلاثة رؤساء حكومات مستقيلين، في زمن هذا العهد اللعين، والجميع يردد خذوه الى جهنم.. آمين..!


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal