بيار رفول.. إمتداد للفكر العوني أم من السلالات المنقرضة؟

خاص ـ سفير الشمال

لا يخفى على أحد أن الوزير الأسبق بيار رفول هو أحد أبرز وجوه “الحرس القديم” الذي كان الى جانب العماد ميشال عون في العام 1988، حيث كان وما يزال موفده الى أكثر من بلد لا سيما الى سوريا.

هذا يعني، أن رفول هو نموذج فعلي وحيّ للفكر والتفكير العوني الانغلاقي والالغائي الذي يسعى أركان التيار الوطني الحر والمحيطين برئيس الجمهورية ميشال عون منذ أن حقق حلمه بالوصول الى رئاسة الجمهورية بدعم  من الشريك السني سعد الحريري، والمسيحي سمير جعجع، والحليف الشيعي المتمثل بحزب الله، الى التخفيف منه وإستبداله بحركة إنفتاحية تبدو حتى اليوم غير مكتملة وربما “مصطنعة” كونها تُضرب بعرض الحائط عند كل إستحقاق سياسي، لتؤكد بشكل أو بآخر تأصل هذا النهج لدى هذا الفريق البرتقالي وفق قاعدة: “من شب على شيء شاب عليه”..

من سمع بيار رفول ليل أمس على قناة OTV، حيث قال “إذا بيضل الرئيس المكلف على شروطو بيطير مثل ما طار الحريري”.. يُدرك أن من إتخذه رئيس الجمهورية مستشارا له وسبق أن عينه وزيرا لشؤون رئاسة الجمهورية قد توقف الزمن لديه عند العام 1988 وأنه منذ ذلك الوقت وهو يعيش خارج التاريخ مع السلالات المنقرضة.

هذا الكلام المستفز جاء من خارج النص، وهو في البداية بعيد كل البعد عن الأخلاق التي من المفترض أن يتحلى بها مستشار لرئيس الجمهورية في التعاطي مع رئيس حكومة مكلف.

كما هو بعيد عن إحترام الشراكة وطنية في التحدث عن ممثل الطائفة السنية في موقع السلطة التنفيذية التي لا يستطيع رفول ولا من هو أكبر من رفول تطييره..

كذلك هو بعيد عن الواقع السياسي، حيث لا يمكن لرئيس الجمهورية سحب التكليف أو تطيير الرئيس المكلف الذي يمتلك وحده الحق والقرار في أن يعتذر عن هذه المهمة، ولو أراد الرئيس سعد الحريري أن يبقى مكلفا حتى نهاية العهد لما إستطاع أحد إزاحته، لكنه إعتذر إفساحا في المجال أمام من يمتلك القدرة على إنقاذ هذا الوطن الذي لا يراه رفول وأمثاله سوى مزرعة لتحقيق المكاسب والمصالح ولممارسة شهوة السلطة.

كلام رفول لقناة OTV كان على قدر كبير من الخطورة كونه يهدد السلم الأهلي والعيش المشترك في البلاد، فهل هذا الكلام الاستفزازي هو إنعكاس لموقف الرئيس ميشال عون الذي من المفترض أن يبدأ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي معه غدا جولة جدية من المشاورات لتذليل العراقيل، وعندها يصبح التشاور لزوم ما لا يلزم كونه يحصل مع من يسعى الى التفرد بالحكم وضرب الشراكة وإلغاء إتفاق الطائف؟.. أم أنه نابع من تفكير السلالة البرتقالية المنقرضة التي من المفترض أن تسارع دوائر القصر الجمهوري الى التبرؤ من كلام رفول حرصا على ما بقي من تفاؤل ومن وطن؟!.

Post Author: SafirAlChamal