هل حسم البطريرك الراعي مسألة إستعادة لبنان 1920؟… مرسال الترس

ما زال العديد من المراقبين والمتابعين يمَحصّون بتأنٍ المواقف المستجدة للبطريرك الماروني بشارة الراعي، وما حملته من صواعق طالت بشظاياها أكثر من شريك على ساحة الوطن الذي وضعت ″الأم الحنون″ فرنسا حجره الأساس عشية الحرب العالمية الأولى، على قاعدة أن يكون للمسيحيين الدور المحوري في الدولة الوليدة، بدون ان تضع في حساباتها إمكانية إنزلاقها يوماً ما من قائمة الدول المُنتَدِبَة، لتجد نفسها بعد قرن من الزمن تستجدي أخذ دور في بلاد الأرز من الولايات المتحدة الأميركية (أعظم دول المرحلة) أو من بعض القوى الإقليمية التي فرضت وجودها، وباتت لاعباً رديفاً لا يمكن الإستغناء عنه!

بكركي التي أُعطي لها مجد لبنان، سعت، أو على الأقل فيما هو ظاهر، إلى إستعادة هذا المجد إن عبر أحدث مؤتمرات الفاتيكان الذي إعتبر لبنان رسالة، أو من خلال المبادرة الفرنسية المدعومة أوروبياً. وإلاّ ما هو المبرر الذي دفعها لإستعداء، أو لنقل، إثارة مشاعر الشركاء في الوطن الذين إنتهت كل حروبهم وصراعاتهم، حتى الآن” بمقولات: لا غالب ولا مغلوب وباستمرار المناصفة وبوقف العدّ:

البطريرك الراعي اثار حفيظة المكوّن الشيعي ومن يشدّ أزره عندما طرح الحياد ومن ثم التدويل، وتسبب بشبه قطيعة مع حارة حريك و عين التينة اللتين آثرتا إتخاذ موقف ضمني رافض للطرحين من دون ان تسمح لأي من كوادرهما بالرد بشكل مباشر، من منطلق خوفهما من أية تطورات داخلية.

ولكن الهدوء الذي إتسمت به التداعيات الشيعية، لألف سبب وسبب” لم تجد بكركي مثله عند الطائفة السنية عندما وجهت اللوم والتقاعس إلى زعيم “تيار المستقبل” الرئيس المعتذر عن تشكيل الحكومة سعد الحريري، وطالبت “بتكليف شخصية تكون على مستوى التحديات الراهنة”، فإنبرت أصوات المسؤولين الإعلاميين في التيار الأزرق توجه العتب والإنتقاد المبطن إلى غبطته إبتداء من رئيس تحرير “مستقبل ويب” جورج بكاسيني، وصولاً إلى المنسق الإعلامي للتيار عبد السلام موسى، ومروراً  بآخرين “أبدوا حرصهم” على (موقع بكركي الوطني وعدم إنجرارها إلى منصة طائفية). أو أن تكون صدى لمواقع أخرى في الدولة ولاسيما قصر بعبدا!

صحيح أن بعض الردود على تلك الإنتقادات كانت خارج المألوف السياسي، ولكنها ليست خارج مألوف مواقع التواصل الإجتماعي المتفلتة العقال باستمرار. ولكن ما يجب أن لا يسقط من الحسبان  أن بعض المواقف والاتصالات الإقليمية والدولية قد تدعم توجه البطريرك الراعي، ولكن ما يجب أن لا يغيب عن بال أحد أن مرحلة 1920 المُفعمة بقوى الإنتداب، مختلفة جداً عن مرحلة 2021 الحُبلى بقوى إقليمية صاعدة ومؤثرة وقادرة على فرض رأيها إذا ما إشتدت المماحكات، وبخاصة أن أميركا “الكاوبوي” لا تحمل في قلبها أية شفقة على من يقع في أية حفرة، لا بل انها تنصُب الفِخاخ لمن لا يعنون لها شيئاً!


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal