ميقاتي رئيس حكومة وقف الإنهيار؟… لبنى دالاتي

تتوالى الأزمات وتتفاقم لجهة إنقطاع الوقود، وفقدان الأدوية، وإنعدام التيار الكهربائي، على وقع عودة الاحتجاجات الى الشارع في ظل استمرار أزمة تشكيل الحكومة الجديدة وإنخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار الى  مستويات قياسية وبشكل متسارع ما ينذر باقتراب البلاد من “الانهيار الكامل”.

يعلّق اللبنانيون آمالا للخروج من هذه الأزمات عبر الانتخابات المقبلة وقوى التغيير، وكذلك عبر دور يلعبه المجتمع الدولي والجيش اللبناني، لأن ما يُصيب لبنان منذ أكثر من عام تقريبا هو أكثر من كاف لسقوط الهيكل على رؤوس الجميع.

منذ نحو 9 أشهر والخلافات القائمة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري تحول دون تشكيل حكومة خلفا لحكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب، والتي استقالت في 10 آب 2020، بعد 6 أيام من الانفجار الكارثي في مرفأ العاصمة بيروت. 

هذه الخلافات أفضت الى اعتذار الحريري عن مهامه، حيث أكد أنه تخلى عن تشكيل الحكومة بعدما تأكد أن الرئيس ميشال عون ما زال يريد الثلث المعطل وأن تياره لن يمنح الثقة للحكومة، مؤكدا أنه لم يفرض شروطا على رئيس الجمهورية.

في هذا السياق، يؤكد الرئيس عون أن الاستشارات البرلمانية المقبلة لتسمية رئيس جديد للحكومة ستجرى في موعدها، من دون أن يغلق الباب في وجه التأجيل إذا كان مبررا ومعللا. 

كثيرة هي الأسماء التي تطرح لرئاسة الحكومة المقبلة، بعضها جدي وبعضها للحرق وبعضها للمناورة، في وقت يتقدم إسم الرئيس نجيب ميقاتي الى درجة الحسم، حيث تستمر الاتصالات والمشاورات غير الرسمية بمشاركة أطراف محلية وإقليمية ودولية بهدف الوصول الى حد أدنى من التفاهم، وبالطبع فإن الهدف الأساسي هو تشكيل حكومة.

يحظى الرئيس ميقاتي بدعم المجتمع الدولي، وهو يلقى قبولا وترحيبا محليا، خصوصا أن لديه تجارب سابقة في عمليات الانقاذ وإيصال البلد الى بر الأمان، وهو اليوم يتطلع الى إعادة الكرّة في وقف الانهيار والبدء بعملية الانقاذ، إلا أن ميقاتي غير مستعد للدخول في لعبة الأسماء، وهو لم يطلب تسميته بل جاء طرح إسمه إنطلاقا من قدرته الانقاذ ليترك له خيار القبول أو الرفض، علما أن القاصي والداني يعلم أن ميقاتي أكثر المتمسكين بالدستور والمدافعين عن إتفاق الطائف وأن الرصيد السياسي الذي يمتلكه والتمثيل السني الواسع، والحضور الوطني يجعله يتمسك بالثوابت ليكون رئيس حكومة وقف الانهيار، فهل تلاقيه الأطراف السياسية في هذا الاتجاه؟.

وإذا كان الإثنين لناظره قريب، فإنّ الانهيار يبدو أقرب، وهو انعكس بوضوح على أجواء عيد الأضحى الذي خلا من أي بهجة، فضلا عن إنعكاسه على يوميات اللبنانيين الذين ينتظرون بفارغ صبر صدمة إيجابية تكون كفيلة بإنعاشهم بعدما باتوا على حافة الموت.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal