محمية جزر النخل.. محرّك إقتصادي سياحي في زمن الأزمات!..

خاص ـ سفير الشمال

فتحت محمية جزر النخل يوم 19 حزيران الفائت ذراعيها لاستقبال زوارها، حيث من المفترض أن تساهم في تحريك ميناء طرابلس سياحيا وإقتصاديا في زمن الأزمات نظرا لعامل الجذب الذي تشكله بالنسبة لكثير من اللبنانيين مقيمين ومغتربين إضافة الى الأجانب الذين يقصدونها للتمتع بمياهها النظيفة وخصائصها البيئية الرائعة، خصوصا أن المحمية تقفل أبوابها تسعة أشهر في العام وذلك من أجل السماح للطيور المهاجرة أن تستريح فيها، وإتخاذ السلاحف البحرية ملجأ لها.

تبدو المحمية مقبلة على مشاريع صديقة للبيئة من خلال اللجنة الجديدة برئاسة المهندس عامر حداد الذي يعمل على تسويقها وإظهار جمالياتها لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار، خصوصا أن تعرفة الدخول إليها لم يتأثر بالأزمة المالية والاقتصادية وهو ما يزال خمسة آلاف ليرة عن كل شخص، مع إستثناءات لبعض الشرائح وفي مقدمتها الصيادين.

بتاريخ 9 آذار عام 1992 صدر عن مجلس النواب القانون رقم 121 القاضي بتحويل ثلاث جزر من أصل سبع الى محمية طبيعية وهي: الأرانب رامكين وسنني (تعرف اليوم بمحمية جزر النخل)، يضاف إليها أربع جزر هي: عبدالوهاب، الرميلة، البلان والعشاق.

تبعد محمية جزر النخل عن شاطئ الميناء نحو خمسة كيلومترات، وتبلغ مساحتها الاجمالية 2،4 كيلومترا مربعا، وتتألف جزيرة الأرانب من قسمين، قسم صخري يمتد من الشمال الغربي الى الجنوب، وقسم رملي يمتد من الشمال الى الشرق، وهي تضم آثارا لكنيسة صليبية تعود الى القرن الثالث الميلادي وبقايا ملاحة تقليدية وبئر مياه عذبة، وقد اطلق عليها إسم الأرانب لانه في عهد الانتداب الفرنسي وضع القنصل الفرنسي فيها عددا من الارانب فتناسلت وتكاثرت وما تزال حتى اليوم.

أما جزيرة رامكين فتقع على بعد 600 مترا الى شمال غرب جزيرة الارانب، وهي صخرية عموما وتوجد في بعض أطرافها مساحات رملية صغيرة، وتحتضن فنارا قديما كان يعمل على الطاقة الشمسية، إضافة الى خنادق ومواقع مدفعية قديمة تعود الى فترة الانتداب الفرنسي.

وتقع جزيرة سنني على بعد 500 مترا الى الجنوب الشرقي من جزيرة النخل، وهي مستطيلة الشكل، وصخرية عموما، باستثناء مساحة رملية صغيرة، وقد سميت بـ سنني لأن الطيور البحرية البيضاء تصطف على رؤوس صخورها عند المغيب فتعطي لها شكلا مسننا، او بحسب الروايات لان صخورها مسننة.

تمثل محمية جزر النخل محطة راحة بالنسبة للطيور المهاجرة النادرة، وتلك المعرضة لخطر الانقراض، ويعتبر شاطئها الرملي من المواقع القليلة المتبقية على الشاطئ اللبناني لتفريخ السلاحف البحرية المعرضة لخطر الزوال كالسلحفاة الخضراء والسلحفاة الضخمة الرأس، كما تستقبل المحمية في مغاور صخورها “فقمة بحر المتوسط” التي تعتبر الحيوان الثديي السادس على لائحة الانواع المهددة بالانقراض.

كما تضم المحمية نباتات طبية وتنفرد بأنواع خاصة، كما تعتبر أرضها المغمورة بالمياه او المعشبة او الرملية مكانا فريدا من نوعه لتفريخ الاسماك وتكاثر الأسفنج.

يقول رئيس لجنة المخمية المهندس عامر حداد لـ″سفير الشمال″: هدفنا الأساسي حماية هذه الجزر والحفاظ على التنوع البيولوجي فيها، وتفعيل السياحة البيئية فيها، لافتا الى بعض المعوقات لا سيما المالية منها والتي تضاعفت بفعل إرتفاع سعر صرف الدولار، ما يجعل أي عملية تطويرية صعبة للغاية بسبب الكلفة المالية المرتفعة.

وأكد حداد إجراء بعض الدراسات لعرضها على الجهات المانحة لتأمين التمويل اللازم لها، لافتا الى أن بعض المواطنين بدأوا يستخدمون المحمية لمناسبات إجتماعية أو رياضية الأمر الذي يساهم في جعلها قبلة أنظار الناس، خصوصا أننا لا نمانع من إستضافة أي نشاط شرط أن يكون صديقا للبيئة.

وشدد حداد أن محمية جزر النخل هي لكل اللبنانيين، ونحن نوجه الدعوة للجميع وفي كل المناطق إضافة الى المغتربين والسياح العرب والأجانب بأن يبادروا الى زيارة المحمية الفريدة من نوعها في لبنان والمنطقة للتمتع بمميزاتها الطبيعية وخصائصها البيئية المتقدمة.


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal