الصحة العالمية: الاصابات بكورونا تتزايد وينبغي تلقي اللقاح والتزام كل اجراءات الوقاية

رأى إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في شأن كوفيد-19، في بيان،
ان “حالات الإصابة بكوفيد-19 تسجل تزايدا في إقليم شرق المتوسط اليوم عقب مرور شهرين من الانخفاض المطر، بحيث عدنا نشهد مرة أخرى بلدانا تكافح من أجل احتواء العدوى وحماية سكانها، وفي الوقت نفسه إبقاء حدودها مفتوحة واقتصاداتها نشطة”.
وأضاف البيان: “خلال أشهر الصيف الحالي، يساورنا القلق إزاء حدوث ارتفاع حاد آخر في حالات الإصابة بسبب التحورات المثيرة للقلق وزيادة السفر الدولي، إلى جانب انخفاض مستوى حماية الأشخاص نتيجة الإقبال المحدود على التلقيح وعدم التزام تدابير الوقاية بالقدر الكافي”.
وتابع: “على رغم جميع الجهود المبذولة، فإننا نشهد ارتفاعا في المتوسط الأسبوعي لحالات الإصابة والوفيات الجديدة في جميع أنحاء الإقليم، مقارنة بالوقت نفسه من العام الماضي، ويرجع ذلك إلى عوامل عدة:
أولا، تم اكتشاف تحور دلتا في 98 بلدا على الأقل على مستوى العالم، منها 13 بلدا في إقليمنا، كما ينتشر هذا التحور بوتيرة سريعة بغض النظر عن التغطية باللقاحات، مما يؤجج الارتفاعات الحالية في حالات الإصابة والوفيات.
ويسهم الانتشار السريع لتحور “دلتا” في زيادة سريان المرض على الصعيد العالمي وفي إقليمنا على حد سواء. وينبغي أن تستعد البلدان عبر تعزيز الترصد والكشف، والتدابير الاجتماعية، وضمان قدرة النظم الصحية على التعامل مع الأعداد المتزايدة من حالات الإصابة ذات الأعراض المتوسطة والوخيمة.
إننا نعمل للوصول إلى فهم أفضل لتحورات كوفيد-19، إلا أنه لا يمكننا القيام بذلك من دون توفر القدر الكافي من المعلومات المتعمقة عن سبل انتشار الفيروس. ولذلك نحذ جميع البلدان على تعزيز القدرة على تحديد التسلسل الجيني للفيروس وتبادل البيانات، لأنه كلما عرفنا المزيد عن الفيروس وتأثير سلالاته المختلفة، تمكنا، بشكل أفضل، من تكييف استجابتنا لهزيمته والقضاء عليه. ومنظمة الصحة العالمية مستعدة بالطبع للاضطلاع بالدور المنوط بها فيما يتعلق بدعم جمع البيانات، وتحليلها، وتبادلها، وإدارتها.
ثانيا، لا تزال اللقاحات لا توزع توزيعا عادلا ومنصفا حتى الآن، مما يتيح لفيروس كوفيد-19 الفرصة لمواصلة الانتشار والتحور. ولذلك نعمل جاهدين لضمان حصول جميع البلدان في إقليمنا على ما يكفي من اللقاحات حتى يمكنها حماية الفئات السكانية الأكثر ضعفا وعرضة للخطر، وغيرهم”.
وأضاف: “لا تزال هناك حاجة إلى أكثر من 500 مليون جرعة لتلقيح 40% على الأقل من سكان كل بلد من بلدان إقليم شرق المتوسط بحلول نهاية هذا العام. غير أننا لا نزال شديدي البعد عن بلوغ هذا الهدف. ولهذا السبب، ينبغي لجميع البلدان رصد عملية طرح اللقاحات وتبادل الخبرات في ما بينها حتى يتسنى لنا اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي للتحديات الخاصة بإمدادات اللقاحات والتردد في أخذها.
وعلاوة على ذلك، يزداد الوضع خطورة في عدد من البلدان التي تواجه حالات طوارئ إنسانية حيث يعيش الناس بالفعل في ظل ظروف بالغة الصعوبة، ومع ذلك فإنهم بحاجة إلى الحماية مثلهم مثل أي شخص آخر.
ولا بد أن تقوم البلدان ذات الدخل المرتفع بتمويل شراء اللقاحات من خلال مرفق “كوفاكس”، وبتقاسم اللقاحات مع البلدان ذات الدخل المنخفض”.
وذكر بأن “اللقاحات وحدها لن تنهي الجائحة، ولكنها ستنقذ الأرواح، وهذا هو المطلوب حاليا في كثير من بلدان إقليمنا”.
ولاحظ ان “بلدان الإقليم لا تطبق تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية تطبيقا صارما ومتسقا في ظل ضعف الالتزام بهذه التدابير بين عامة الناس”.
وسأل: “كيف يمكننا كأفراد حماية أنفسنا؟ يحتاج الأشخاص الذين تم تلقيحهم إلى مواصلة التزام ارتداء الكمامة، والتباعد البدني، وغير ذلك من التدابير، كما ينبغي للذين لم يتم تلقيحهم بعد أن يأخذوا اللقاح في أقرب وقت من أجل إضافة فئة أخرى من الحماية ضد فيروس كوفيد-19 وتحوراته، ومنها تحور “دلتا”.
وتابع: “عقب مرور أكثر من 18 شهرا على بداية هذه الجائحة، نحتاج أيضا إلى أن نبدأ في التفكير في الإجراءات التي ينبغي اتخاذها على المديين المتوسط والطويل حتى نضمن أننا لن نجد أنفسنا أبدا عرضة للخطر مرة أخرى: فلا بد من تعزيز القدرات الوطنية في مجالات ترصد الأمراض، وعلم المختبرات، والتدبير العلاجي السريري، والمشاركة المجتمعية وغيرها من المجالات. والأهم من ذلك أننا نحتاج إلى النهوض بالقدرة على إجراء تسلسل الجينوم وإنتاج الأوكسجين على المستوى الوطني، وإلى بناء القدرات الإقليمية لإنتاج اللقاحات. وتمنح منظمة الصحة العالمية حاليا أولوية قصوى لهذه القضايا.
ويتطلب كل هذا أن نعمل سويا للاستفادة من خبراتنا وتجاربنا، ولتعظيم الافادة من مواردنا الجماعية. فإن إقليمنا غني بالموارد البشرية، والمعرفة، والقدرات البحثية”.
ولفت الى انه “على رغم الدروس المستفادة طوال فترة الجائحة – التي تتمثل في أن فيروس كوفيد-19 لا يمكن التغلب عليه إلا من خلال التعاون والتضامن والتنسيق بين البلدان والمجتمعات على حد سواء، فإننا نشهد الآن تحولا مقلقا للغاية في مسار الأحداث، فقد أصبح تسييس عمليات طرح اللقاحات أكثر وضوحا مما كان عليه من قبل”.

وختم: “لقد حان الوقت لتنحية السياسة جانبا لمصلحة البشرية. فلن ننجح حتى تتوافر الحماية للجميع، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق أو الموقع الجغرافي أو الانتماء السياسي. إننا نواجه هذه الأزمة معا، ولن نستطيع أن نخرج منها إلا بتكاتفنا معا”.


مواضيع ذات صلة:

Post Author: SafirAlChamal