لماذا سليمان فرنجيه مَثَلٌ نادر؟ … مرسال الترس

عندما حصلت ″مجزرة إهدن″ في الثالث عشر من حزيران عام 1978 والتي إستشهد فيها النائب والوزير طوني فرنجيه وزوجته فيرا وابنتهما جيهان وثلاثين من أبناء زغرتا – إهدن كان نجله سليمان في عمر الثانية عشرة (الناجي الوحيد من العائلة). وعندما أصدر الصحافي والكاتب السياسي الفرنسي ريشارد لابيفيير  كتابه الشهير ″مجزرة إهدن أو لعنة المسيحيين العرب″ والذي خاض بتفاصيلها حتى العظم، كان قد تعرّف إلى الشاب سليمان الداخل مبكراً إلى السياسة والحياة العامة في هذا الوطن المليء بالتناقضات، ولاسيما بين أبنائه المسيحيين (تحديداً الموارنة منهم) الذين لم يتركوا صراعاً الاّ واستخدموه ضد بعضهم البعض، والهدف المحوري الموقع الأول في الدولة رئاسة الجمهورية التي ميّزهم بها الفرنسيون عن سواهم من أبناء الوطن الصغير في محيط يضج بالصراعات.

الكاتب لابيفيير الذي دأب على زيارة لبنان وإهدن في مثل هذا التاريخ من كل عام للمشاركة في إحياء ذكرى المجزرة، بات على قناعة راسخة بأن هذا الوطن الفريد في محيطه قد نُكب بنوع غريب من السياسيين غير المسؤولين منذ ثلاثة عقود، نهبوا البلد الذي كان دُرّةً في محيطه، فدمروا مقوماته المالية والمعيشية والصحية، لذلك أطلق في إحدى إطلالاته الإعلامية “قنبلة مدوية” وتضمنت:” سليمان فرنجيه مثلٌ نادر في الطبقة السياسية اللبنانية، ويحاول ترجمة افكاره في أرض الواقع، ولذلك اتمنى ان يتمكن من الوصول الى رئاسة الجمهورية”. 

وأضاف: “رغم المودة القديمة مع رئيس تيار المرده فإني أعتقد ان الرئاسة معه ستكون معززة. وأعقد الأمل ان يحصل الامر في العام 2022 ليتمكن من تجسيد رئاسة جمهورية قوية منفتحة وتعددية، فهو منفتح في علاقاته ويجسد هذه الروح التوافقية لبلد يمكنه ان يكون ملتقى طرقات”.

استنتاج لابيفيير لم يأتِ من عبث فقد تمعّن في سيرة سليمان فرنجية ووجد أنه من السياسيين النادرين في لبنان الذي تفوّق على جروحه البليغة من مجزرة اهدن، وأعاد فتح صفحة وجدانية مع “حزب القوات اللبنانية” ورئيسه سمير جعجع الذي إنطبع أسمه إلى جانب تلك المجزرة، وهي بالفعل خطوة نادرة لم يسجّل مثيلاً لها في التراجيديا المسيحية في لبنان.

واستنتاج لابيفيير لم يأت من فراغ أيضا،  فهو الذي استعار من صديقه المفكر جورج قرم قوله إن “المسيحيين في لبنان عليهم لعنةٌ، هم لا يريدون سوى السلطة والمال”. وهو الذي تابع مسيرة سليمان فرنجيه في السلطة ووجد لديه ترفعاً وإباء ووطنية جعلته صديقاً لكل بيت في لبنان، وعلاقات محترمة إقليمياً ودولياً.

الواضح أن صاحب كتاب “عندما تستيقظ سوريا” ومقالات عدة عن قضايا المنطقة، لا يغالي في تمنياته وهو القائل: “في بيروت حرية صحافة وتعبير أكثر منها في باريس”!..


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal