الصيدليات مقفلة ولا أدوية.. هل يكون البديل في محلات العطارة؟!… روعة الرفاعي

″لوين رايحين″ سؤال مشروع ومطروح من قبل الشعب اللبناني الذي في ظل الأزمات المتفاقمة في كل القطاعات، وعلى ضوء انعدام الحلول، بات يلجأ للبحث عن البدائل ربما يكون لديها امكانية الحل الى حين أن تتضح صورة ″الغد″ المتشح بالسواد.

من يجول في شوارع لبنان لا يرى الا طوابير السيارات التي تصطف على مداخل المحطات لدرجة أن البعض لاحظ كيف ان الشوارع الرئيسية قد خلت من السيارات الأمر الذي لم يكن مألوفاً من قبل، لكن أزمة البنزين وتفاعلها وأزمة الكهرباء وانقطاعها المستمر وأزمة الدولار وارتفاعه كل هذا يمكن تحمله، لكن ماذا أمام أزمة الدواء وانقطاعه؟.. وماذا يفعل المواطن اذا أراد اليوم حبة دواء تداوي أوجاعه وكل الصيدليات قد أقفلت أبوابها تنفيذا للاضراب الذي دعت اليه في وجه الشركات التي ترفض تسليمها الأدوية كما يقال فهل هذه هي الحقيقة؟!.

لا أدوية في الصيدليات وما يكتبه الأطباء للمرضى غير موجود مما يحتم عليهم العودة لعيادته لمعرفة ما اذا كان هناك من بديل قد يكون موجوداً في الأسواق، هذا بالنسبة لأي مرض طارئ وأوجاع بنت ساعتها لكن ماذا عن الأمراض المزمنة؟!.

مرضى السرطان يشتكون منذ فترة من عدم وجود الدواء في كل صيدليات لبنان، البعض منهم واذا كان ميسور الحال فانه يطلب من أقاربه في الخارج ارسال ما يلزمه من أدوية، في حين يستحيل على المواطن الفقير تأمينه والدولة لا تحرك ساكناً بل الكل يشتكي ويرمي المسؤولية على غيره كما هي العادة، والى جانب السرطان هناك الكثير من الأمراض المزمنة والتي اختفت أدويتها من السوق كمرض السكري والضغط وحتى أدوية الأعصاب وعلى الرغم من أهميتها غير متوفرة في حين أن النسبة الكبيرة من الشعب اللبناني يتعاطى هذا النوع من الدواء بهدف اجتياز الضغوطات النفسية التي يفرضها عليهم الوضع القائم، فماذا بعد؟ وما الذي ينتظر المواطنين في الأيام المقبلة أمام بلد ينهار بالكامل ويغرق وما من بوادر للانقاذ؟!..

الصيدليات أقفلت أبوابها ومحلات العطارة تضج بالمواطنين

أزمة الدواء مفصلية وهامة فهل تتجه الأنظار اليوم الى “الطب البديل” كما يسمى، أي الى التداوي بالأعشاب والذي كان يسير عليه الأجداد؟ هي فكرة موجودة اليوم بقوة، وإن كان الأطباء يرفضونها بل “ويضحكون عليها” باعتبار أن التداوي بالأعشاب بدعة يعاقب عليها القانون فيما لو أثرت على صحة المريض أو هي لم تقدم له الشفاء المطلوب، نظرية قابلة للأخذ والرد منذ سنوات لكنها باتت “حقيقية” وقائمة ومحلات العطارة في طرابلس تضج بالمواطنين الذين يطلبون البديل لأدويتهم لا سيما تلك التي تتعلق بالضغط والسكري والكوليسترول، لكن أصحاب محلات العطارة يرفضون الحديث في الموضوع خوفاً من اتهامهم بالبحث عن مكان لهم اليوم في ظل الأزمة القائمة، فماذا يقول عبد الرحمن فائق (صاحب احد محلات العطارة) عن الوضع الحالي؟؟؟

يقول فائق: “من الطبيعي أن أجدادنا ومن قبلهم كانوا يعتمدون على الأعشاب وهي الأهم في العلاج بل الأساس وما زالت، كون الأدوية بغالبيتها تعتمد على الأعشاب، واليوم لا يمكننا الفصل بين الطب البديل والطب الحديث بل انهما توأمان يتماشيان مع بعضهما البعض، لذا يمكن التأكيد على أن أزمة الدواء اليوم يمكن حلها بالأعشاب وبطلب البديل من محلات العطارة، ويمكن القول إن هناك علاج لكل داء، وأنا مسؤول عن كلامي، حتى مرض السرطان لديه علاجات لدينا، الفرق بيننا وبين الطب الحديث أن الأدوية تكون ذات كميات أقوى والعلاج يكون سريعاً بعكس الأعشاب والتي تتطلب الصبر حتى في الأمراض المستعصية”.

ويضيف: “الكل غض النظر عن التداوي بالأعشاب لكن ما نتعرض له اليوم قد يكون سبباً وجيهاً للعودة الى الماضي مع تجديده واحيائه، هناك العديد من المواطنين الذين يتداوون بالأعشاب حتى من قبل الأزمة، واليوم نلاحظ اقبالاً ملحوظاً مع تشديدنا على طلب التحاليل المخبرية لمعرفة ما هي التركيبة المطلوبة”.

وعن الأسعار يقول فائق: “من المفترض أن لا تكون التركيبة مرتفعة الثمن شرط أن لا يلجأ العطار لاستغلال الناس خصوصا في هذا الوضع، ونحن نرفض الأمر انسانياً ودينياً، لكن هناك أعشاب غير متوفرة في لبنان ونضطر لاستيرادها من الخارج وهذه تكون مكلفة نوعاً ما”.

ويتابع: “في الأمور الحساسة والمصيرية لا بد من اللجوء للطب الحديث والتماشي معه اذ لا يمكن إعطاء التركيبة بشكل عشوائي، وفي طرابلس هناك عدد لا بأس به من محلات العطارة الفعلية التي ورثها العطارون عن أجدادهم، وعلى المواطن اختيار الجهة المناسبة مع الثقة بالعطار، ولا بد من الحرص والاشراف على حالة المريض مع تحمل كامل المسؤولية”.

ويختم العطار: “الله يحمي البلد ويشفي المرضى وهذا جل همنا، وأهم نقطة للتداوي بالأعشاب هي فهم ثقافة أجسادنا فلنقرأ ونتعلم بغية حماية أنفسنا”.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal