الغربة في الوطن.. الى الهجرة درّ… حسناء سعادة

تقول وداد موسى أن اقصى أحلامها اليوم أن يتمكن وحيدها من الحصول على فيزا الى كندا وهناك يتدبر اموره ليستقر، وهي تؤكد أنها ليست حزينة على فراقه لأن هناك قلبها يطمئن اكثر ومن كل النواحي.

حال وداد كحال العديد من الأمهات اللبنانيات اللواتي يفضلن هجرة أولادهن على الإذلال في وطنهم.

في هذا الاطار، تؤكد ريتا مبارك أن ابنتيها التوأم تمكنا من الاستحصال على فيزا الى فرنسا وهناك تعملان في مطعم وتدرسان في الوقت نفسه، وتقول إنهما انهيا الإجازة في الحقوق إلا أنهما لم يتمكنا من العمل فقررا الهجرة واكمال الدراسات العليا والبقاء في اوروبا.

ليال واحدة من اللواتي تقدمن الى السفارة البلجيكية في لبنان وعند خضوعها للفحص الطبي في اوتيل ديو قبل تقديم الفيزا وجدت طابوراً من اقرانها جاءوا ليخضعوا بدورهم للفحوصات الروتينية المطلوبة من السفارة لكل من يرغب بالاستحصال على فيزا ولسان حالهم يؤكد انهم ذاهبون من غير عودة.

ووفق الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين في دردشة مع “سفير الشمال” فإنه في “العام 2020 تراجع عدد المهاجربن الى 17700مهاجر مقارنة ب 66600 مهاجر في العام 2019، لافتاً الى ان هناك رغبة كبيرة لدى المواطنين بالهجرة إنما التراجع نتج عن الاقفال العام بفعل جائحة كورونا في العام 2020 وايضاً بفعل عدم توفر الامكانات المالية.

وتوقع شمس الدين أنه في حال فتح الدول فسيعمد اللبناني الى بيع ما يملك للهجرة والسفر وبالتالي سنكون أمام إرتفاع كبير بنسبة المغادرين في النصف الثاني من العام 2021.

وكانت ذكرت معلومات صحفية أن الأشهر الماضية شهدت نسبة كبيرة من طلبات الهجرة قدمها لبنانيون ولبنانيات الى سفارات اجنبية عديدة بما يفوق الثلاثين الف طلب”.

وتؤكد الوقائع أن نسبة الراغبين بالهجرة وصلت الى ارقام قياسية خاصة في صفوف الشباب الذين فقدوا الأمل بالعيش الكريم في وطنهم في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة وفي غياب اي خطة جدية لمعالجتها لاسيما أن الارقام والاحصاءات تعكس بوضوح أن اللبناني بات في حالة قرف ويأس ويتوق لبارقة امل لا يجدها إلا في الهجرة بحثاً عن حياة افضل.

وتوضح مريم صفير وهي مواطنة تخرجت من جامعتها بتفوق أنها تحزم حقائبها للسفر بغير عودة كاشفة أنها ما إن تستقر وترتب أوضاعها ستتقدم بطلب لم شمل لاهلها، مؤكدة أنها لن تقبل بعد ما عانوه وتكبدوه من مشقة لتربيتها وتعليمها وتوفير بعض المدخرات لشيخوختهما ذهبت ادراج الرياح أن يقفا على ابواب المستشفيات والصيدليات ولا يجدا سريراً او ادوية لذا فان هجرتهما ولو على ابواب الستين ليست غربة لانهما يعيشان اليوم الغربة في وطنهما.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal