أزمة البنزين تشتد وعكار الأكثر تضرراً.. هل تستجيب المحطات لنداء الأهالي؟… روعة الرفاعي

حتى الساعة ما من حلول مرتقبة لأزمة البنزين المتفاقمة بل على العكس فان ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أكد أن الكميات التي يتسلمها أصحاب المحطات قليلة ولا تسد حاجة السوق بما ينذر بالأسوأ لجهة حصول المزيد من الفوضى الأمنية على المحطات والتي كان ذهب ضحيتها مؤخرا الشاب غيث المصري من منطقة عكار التي تشكو منذ بدء الأزمة من اقفال معظم محطاتها في وجه أبنائها لأسباب لم تعد مجهولة وتتلخص بالتهريب الحاصل وعدم اتخاذ أي قرار بحق المهربين من قبل القوى الأمنية.

اليوم وبسبب اتخاذ آل المصري القرار باقفال محطاتهم في وجه الزبائن بعدما دفعوا الثمن غاليا من خلال ازهاق روح ابنهم، ناشدت نقابة مالكي الشاحنات العامة العاملة بالترانزيت للنقل الخارجي آل المصري العودة عن قرارها لما له من مردود سلبي عليهم .

يبدو ان قضية البنزين الى إشتداد كما كل الأزمات، ويبقى السؤال المطروح عن دور الدولة والقوى الأمنية في الحد من التهريب الحاصل ان لم يكن بالامكان منعه بالكامل مع ضرورة تسيير الدوريات على المحطات واجبارها على تعبئة السيارات للمواطنين بهدف الحد من الأزمة وبالتالي القضاء على الفوضى الحاصلة ومنع تسببها بالمزيد من الحوادث المؤلمة وسقوط المزيد من الأبرياء.

وفي هذا الخصوص يؤكد عضو مجلس النقابة عبد الرحمن البستاني أن الأزمة كبيرة ولا بد من ايجاد الحلول، ويقول لـ”سفير الشمال”: نحن في عكار نعاني من مشكلة بيع البنزين في السوق السوداء، وحدها محطة سمير المصري الذي قدم ابنه غيث شهيدا كانت تلبي حاجة المواطنين بحيث تفتح أبوابها منذ الساعة الخامسة صباحاً وحتى وقت متأخر من الليل، في حين أن باقي المحطات تلبي حاجة من يحضر معه الغالونات ليلاً وفي الصباح يفتحون محطاتهم لما يقارب النصف ساعة بهدف تعبئة السيارات، لذا فان القرار الذي اتخذه آل المصري باغلاق محطاتهم ألحق ضررا كبيرا بنا لجهة تعبئة البنزين والمازوت، ومن هنا كانت مناشدتنا بعودتهم عن القرار”.

وتابع: “نسأل لماذا لا تتم ملاحقة المحطات ومحاسبتها على عدم فتح أبوابها أمام الزبائن؟ لماذا السكوت عن التهريب على مرأى ومسمع القوى الأمنية؟، ما من محطات في عكار تعمل كما يجب، والقوى الأمنية جل ما تقوم به تنظيم السير في المنطقة وهي لا تحضر بالفعل سوى حينما تقع الكارثة مثلما حصل مع حادثة الشاب غيث.

ويشرح المحامي مأمون المصري (المسؤول عن المحطات) شروط العودة لمزاولة العمل. فيقول: “لقد توقفنا عن العمل بسبب عدم قدرتنا على تقديم التضحيات أكثر، اذ كنا نبيع البنزين لكل أبناء عكار في حين أن باقي المحطات لا تفتح أبوابها سوى لساعات في النهار والناس تعرف السبب، نحن نتكلم عن أنفسنا اذ تعرض شقيقي لاطلاق النار في قدميه وما زال حتى الساعة يعاني من مشاكل كبيرة ولا يمكنه السير على قدميه والسبب رفضه بيع البنزين للمهربين بل للمستهلكين، الى أن حلت بنا الكارثة الكبرى بسقوط الشاب غيث جراء رفضه البيع للمهربين، كان ضد استغلال المواطن، لذا قررنا اقفال محطاتنا”.

ويضيف: غيث ابن الـ 25 سنة طالب جامعي رفض الخضوع للفساد فاذا به يدفع الثمن حياته، اليوم سمعنا الصرخة التي صدرت عن قطاع النقل البري والاشتراكات اضافة الى القطاع الزراعي كونه ما من بديل لهم للحصول على مادة المازوت، وبعد سلسلة من المشاورات تم وعدنا من قبل مخابرات الجيش بوضع نقطة ثابتة امام المحطات بهدف تأمين الخدمات لابن عكار وعدم توجهه الى مناطق بعيدة بهدف الحصول على البنزين، لكن طبعاً سننتظر ان كان القرار بمساندتنا أمنياً هو قرار جدي والا فاننا لن نقبل بتقديم المزيد من التضحيات”.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal