وفاة أبو حسين.. آخر مصلّحي بوابير الكاز في أسواق طرابلس

خاص ـ سفير الشمال

توفي أبو حسين (محمد حسين غازي 85 سنة) آخر مصلّحي بوابير الكاز في طرابلس، وهي المهنة التي أحبها منذ أكثر من 65 عاما، وعمل بها بالرغم من أنها لم تجلب له سوى الفقر كما قال أكثر من مرة في مقابلات صحافية لوسائل إعلامية ومنها “سفير الشمال”، ليستدرك ويضيف: “أكسبتني هذه المهنة محبة الناس”.

في دكانه القديم المتواضع في زقاق “المرستان” في أسواق طرابلس القديمة كان يمضي أبو حسين معظم أوقاته، ويتباهى بأنه من أبناء المدينة ومن محبي تاريخها، وحضارتها، وتراثها، وحتى زعاماتها الذين تملأ صورهم زوايا دكانـــه، الذي كان لا يتسع إلا لكرسيه وللمنصة الحديديـة لتصليح البوابير وبعض المعدات الخاصة بهذه المهـــنة التراثية.

مع وفاة أبو حسين تتجه بوابير الكاز الى الاندثار، في ظل الوسائل البديلة المتطورة ونظرا لعدم وجود قطع غيار لها، وإن كان البعض في طرابلس بدأ يجهز قناديل الانارة والشموع بسبب فشل الدولة في تأمين الكهرباء بعد وعود عرقوبية بإعطائها على مدار الساعة، وربما يتجه البعض الى الاستعانة بقديمه أو قديم عائلته من بوابير الكاز في حال وجدت بسبب الغلاء الكبير في أسعار الغاز وإمكانية إنقطاعه على غرار ما يحصل في البنزين والمازوت، لكن قد يكون من الصعوبة بمكان إيجاد مصلح بوابير محترف على غرار أبو حسين الذي إنتقل الى جوار ربه يوم أمس، تاركا محله الثراثي الذي لم ينقطع عنه يوما.

وكان أبو حسين قال لـ”سفير الشمال” في مقابلة في أيار من العام 2017: “نحنا بطرابلس بقينا 3 معلمين، وانا الوحيد الذي اعمل، وإذا متنا يمكن تموت معنا المهنة، لأنو أولادنا ما راح يشتغلو بهيدي المهنة، وما حدا بيحب يتعلمها، لأنو ما عندها مستقبل وبعتقد إنها انتهت”.

وبعد أن نعى أبو حسين مهنة تصليح البوابير، أغمض عينيه أمس، لينعيه أبناء المدينة الذين إعتادوا على حضوره المحبب في أسواق طرابلس، سائلين الله أن يرحمه ويجعل مسكنه في جنات النعيم.

Post Author: SafirAlChamal