سجناء ″رومية″ مهددون بالمجاعة.. و″كورونا″ تفتك بأجسادهم!… روعة الرفاعي

دائماً ما تراودنا المخاوف مما يجري داخل سجن رومية من أحداث قد تولد الانفجار في صفوف المساجين الذين يعانون أوضاعاً مأساوية جراء الاكتظاظ والمعاملة السيئة والاهمال اللاحق بهم، هذا عندما كانت أوضاع البلد في أحسن حال، وكان بمقدور الأهالي متابعة شؤون أولادهم واثارتها عبر الاعلام، وفي أضعف الأحيان اللجوء الى الشارع وتنفيذ الاعتصامات لحين تحقيق شيئاً من مطالبهم.

أما اليوم، الموضوع تغير فما من حكومة جاهزة لمطالبتها، وما من امكانية للاعتصام وقطع الطرقات ولا من يسمع ولا من يحزنون وفي المقابل هناك 5000 سجين داخل سجن رومية يعانون من الجوع والأمراض وانعدام الاهتمام، وكيف لا يكون ذلك حقيقة اذا كانت الدولة اللبنانية عاجزة عن تأمين العناية لمواطنيها خارج السجون فكيف الحال مع من لا يعلم بهم سوى أهلهم والله وحده؟!.

صرخة الأهالي الذين يعانون من أوضاع اقتصادية سيئة جداً بدأت تعلو بسبب عدم قدرتهم على تأمين الطعام لأبنائهم والذين لا يتلقون سوى ما ندر من وجبات الغذاء التي تقدمها ادارة السجن والتي بدورها تعاني نفس الانهيار الاقتصادي، وتفيد المعلومات بأن السجين الذي لا يملك أهله المال يبقى لأيام بلا طعام بسبب عدم قدرته على شراء حاجياته من “الدكان” الملاصق للسجن والذي يحتم على السجناء وأهلهم شراء كل ما يلزم منه كونه القادر على الدخول للسجن بهدف توصيل المشتريات، وهذا أمر طبيعي ومألوف وغير مستغرب لكن الغريب أنه ما من رقابة تفرض على هذا “الدكان” والذي يبيع علبة “بيكون” بـ 20 ألف ليرة لبنانية، مبلغ كبير لكن الحاجة ملحة والأهل يؤكدون أن مبلغ 100 ألف لا يشتري سوى وجبة الفطور فكيف الاستمرار؟.

لا وزارة صحة ولا وزارة داخلية

والى جانب المجاعة التي تتهدد السجناء، هناك “الكورونا” الذي تفتك بهم نتيجة الاكتظاظ  دون أن تسعى الدولة أو وزارة الصحة الى تأمين الكمامات والمعقمات ولا حتى الأدوية.. وحدهم الجمعيات والمحسنون يقومون بهذا الجهد الذي لا يسد الحاجات، وبدلاً من أن يلجأ المعنيون الى تسريع المحاكمات بهدف التخفيف من الاكتظاظ يتذرعون بالكورونا التي تؤخر الجلسات، ضاربين بعرض الحائط مصير سجناء رومية والذي بات على المحك.

أمام هذه المأساة يتبادر للذهن هل لدى وزارة الصحة برنامجا محددا حول تلقيح السجناء؟، وهي لم تأت على ذكر الموضوع أصلاً وكأنهم يعيشون في غياهب النسيان وسط الأزمة التي يتخبط بها البلد، بل أين هو وزير الداخلية من هذه المعضلة والذي لم يتناولها بالرغم من أهميتها وخطورتها وكأنه ليس هناك سجن مركزي يدعى “رومية” ولا هناك مظاليم أو متهمين ينتظرون اطلاق سراحهم بأسرع وقت كي يتسنى لهم الحفاظ على أراوحهم في وطن بالكاد بات للمواطن فيه القدرة على حماية “حياته” من الموت أو الجوع أو الفقر أو المرض!.

الشيخ رحيم

الشيخ نبيل رحيم المتابع لملف سجناء رومية قال: “اليوم هناك موضوعين طارئين وقد تناولتهما في احدى خطب الجمعة ، الموضوع الأول يتعلق بالغذاء والطعام فالدولة المعنية تقدم أقل من اللازم وللأسف الشديد هي أطعمة غير جيدة وهي نفسها انخفضت الى أقل من الربع بسبب الوضع الاقتصادي، والسجين الذي يملك أهله شيئا من المال يشترون حاجياتهم من المحل الموجود على مدخل سجن رومية والذي تعود ملكيته لشخص من الدولة وأسعاره خيالية جدا وعلى سبيل المثال جبنة بيكون يتم بيعها بـ 20 ألف ليرة، مما يعني استبداد بالمواطن الفقير المعني بابنه السجين، كل ذلك يقابله منع شراء أي غرض من خارج السجن، وهناك فإننا نتناول قضية تخص أكثر من 5000 سجينا في رومية، هناك سجناء يبقون عدة أيام بلا طعام سيما السجناء غير اللبنانيين مما يشير الى حتمية الدخول بمجاعة داخل السجن”.

وأضاف: “الأمر الثاني يتعلق بالوضع الصحي فالكورونا يفتك بالسجناء نظرا لعدم توفر المعايير الصحية بسبب الاكتظاظ ، حصلنا على إذن وتمكنا من ادخال كميات كبيرة من الكمامات والمعقمات والأدوية، لكن هو واجب انساني ولا يحل محل الدولة ولا وزارة الصحة التي لا تبدي أي اهتمام بالموضوع، وهنا أشير الى انه تم حجر بعض السجناء في سجن آخر لكنهم أكدوا على أن الأجواء رهيبة مما دفع الكثير من السجناء لالتزام الصمت وعدم البوح باصابتهم هذا فضلا عن الأمراض الأخرى التي يعاني منها السجناء ولا وجود للعلاجات نظرا لانقطاعها، كما هناك معاناة حقيقية في هذا المجال، طبعا نحن نقف الى جانب السجناء دون أي استثناءات “.

وختم :”بأسرع وقت نطالب التعاطي بانسانية مع السجناء من الناحية الصحية والغذاء وهنا نناشد وزير الداخلية بالتدخل السريع لحل هذه القضية “. 

بيروتي

ممثل خيمة أهالي الموقوفين الاسلاميين محمد بيروتي أبو ربيع قال:”عملنا بقوة على موضوع العفو العام بعدما لمسنا الظلم الكبير اللاحق بالموقوفين جراء الأحكام الجائرة، والمحامي صبلوح أصدر العديد من التقارير والمساءلة للمجلس النيابي بسبب الضرب المبرح الذي يتعرض له الموقوف بهدف الحصول على توقيعه على اتهامات لا علاقة له بها”.

وتابع: “هناك ظلم في المحكمة العسكرية لجهة تسييس قراراتها والتي تصب في مصلحة جهة في البلد، نحن لا نتناول العفو العام اليوم بسبب الوضع في البلد، ونحن بمجرد تشكيل حكومة فإننا سنعيد القضية الى التداول وسيكون لنا تحركات كبيرة في هذا الخصوص”.

وعن وضع السجناء قال: “هناك مأساة حقيقية لجهة تأمين الطعام بسبب الغلاء الفاحش داخل المحل المخصص للأهالي لشراء حاجيات سجنائهم، دون أن يكون هناك رقابة أو متابعة من قبل المعنيين هي معاناة حقيقية للموقوفين داخل سجن رومية، كل دول العالم في زمن الكورونا عملت على إطلاق سراح المساجين الا عندنا، نحن لا نطالب بالفوضى في هذا الملف وانما باجراء المحاكمات السريعة، هناك اصابات كثيرة جراء الإزدحام الحاصل داخل الغرف، وازاء هذا الواقع نسأل الدولة هل الهدف القضاء على السجناء والانتهاء من ملفاتهم بموتهم؟”.


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal