الى رئيس وأعضاء مجلس بلدية طرابلس.. بكفي!!.. غسان ريفي

أسوأ ما يمكن أن يُنقل عن طرابلس في وسائل الاعلام، هو خبر إطلاق نار في إجتماع مجلسها البلدي بسبب خلافات بين عضوين أو أكثر تطور الى هذا الأمر المشين الذي من المفترض أن يكون العقاب عليه أخلاقيا من أبناء المدينة قبل أن يكون العقاب قضائيا.

لا شك في أن طرابلس ضاقت ذرعا بمجلسها البلدي رئيسا وأعضاء، فالمدينة التي تحتاج الى كل أنواع الخدمات والتقديمات وتتطلع الى حالة طوارئ بلدية تنتشلها من واقعها المرير، لا تجد من هذا المجلس سوى الصراعات والاشكالات والاتهامات وأحاديث “نسوان الفرن” و”الجدل البيزنطي” و”الخلاف على جنس الملائكة”، والذي لا يسمن ولا يغني من إنماء.

أما وقد وصل الأمر ببعض الأعضاء الى تشويه صورة طرابلس والاساءة إليها عبر التجرؤ على إطلاق النار في إجتماع مجلسها البلدي فهذه سابقة تعتبر من “الكبائر”، خصوصا أنها تفتح الباب أمام من يتربص شرا بالمدينة ويعمل ليل نهار على النيل من سمعتها لأن يمعن في إتهامها بالفلتان الأمني الذي يبدأ من قاعة مجلسها البلدي الى سائر مناطقها.

لا يوجد سبب جوهري لهذا الخلاف بين أعضاء المجلس البلدي، خصوصا أن لا خلافات سياسية ترخي بثقلها على المجلس، ولا تباينات طائفية، ولا تنوع مذهبي، ولا توجد لدى بعض الأعضاء “إيديولوجيات” تتناقض مع أفكار ومبادئ البعض الآخر، ما يؤكد بأن ما يحصل ينطلق من مبدأ النكايات والحقد الشخصي بين الأعضاء أو من التسابق فيما بينهم على الصفقات والسمسرات وتوزيع المساعدات لتحقيق مكاسب شعبية أو غايات مصلحية، خصوصا أنه لا يوجد سبب وجيه لكل هذا الخلاف الذي وصل الى إطلاق النار في إجتماع للمجلس البلدي الذي من المفترض أن يقدم صورة مشرقة عن طرابلس، وأن يعمل في ظل هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة كل ما بوسعه من أجل التخفيف عن كاهل أبناء طرابلس سواء في الخدمات أو في المساعدات.

الكل مسؤول بدون إستثناء، والكل يسيء عن قصد أو عن غير قصد الى طرابلس..

لا يوجد في هذا المجلس مجرم أو بريء، ولا يوجد فاسد أو نزيه، بل الكل مجرمون وفاسدون في حق مدينتهم وأهلها الى أن يثبت العكس..

ماذا تنتظرون؟..

بفعل خلافاتكم التي وصلت الى حدود السخرية، تراجع مستوى الخدمات في طرابلس، وبفعل نشر غسيلكم البلدي في شوارع المدينة، تجرأ الموتورون والمندسون على مبنى البلدية فأحرقوه وأدخلوكم في جولات خلافية جديدة، وبفعل تخليكم عن مسؤوليتكم عاثت شركات المتعهدين في شوارع طرابلس فسادا، وبسبب ضعفكم أمعنت الدولة في تهميش كل مشاريع الفيحاء، ونتيجة فقدانكم هيبتكم أساء محافظ الشمال الى موقع رئيس البلدية وعبره الى كل طرابلس.

فإلى رئيس البلدية وأعضاء مجلسها، بكفي، فقد طفح الكيل من هذا السلوك، ولا أحد منكم معه الحق، بل الحق عليكم جميعا، وحق طرابلس برقبتكم، لذلك، إما أن تكون حادثة إطلاق النار فرصة لمراجعة حساباتكم والتخلي عن أنانياتكم والاسراع للعمل كفريق واحد يحقق مصالح وتطلعات طرابلس، أو إذهبوا وإستقيلوا غير مأسوف عليكم!..

Post Author: SafirAlChamal