هل من علاقة بين السجائر الإلكترونية وكورونا؟

هل هناك علاقة بين تدخين السجائر الإلكترونية والإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وكيف تؤثر على صحة مستخدميها؟

يؤكد الطبيب غراهام كوبي -المختص في دراسات علاقة التدخين بالأمراض المزمنة- وجود الكثير من التقارير الحديثة التي تفيد بأن الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بأعراض تنفسية حادة من عدوى كورونا مقارنة بغير المستخدمين.

لكنه مع ذلك يبقى حذرا في تأكيد نتائج هذه التقارير، ويعتبرها “غير مؤكدة بشكل كامل”، مضيفا أن السجائر الإلكترونية تنبعث منها مركبات “الكربونيل” المتطايرة وأنواع الأكسجين التفاعلية والمعادن الثقيلة، “وكثير منها سام للرئة”.

وأشار الدكتور البريطاني إلى بعض الدراسات الاستقصائية عن المراهقين وتدخين السجائر الإلكترونية، ومخاطر ظهور أعراض تنفسية لديهم، مثل السعال المزمن أو إفرازات البلغم، مع زيادة خطر الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن وأعراض الربو.

وتشير هذه النتائج إلى أن السجائر الإلكترونية قد تسبب إصابة حادة يمكن اكتشافها عن طريق حالة الممرات الهوائية الصغيرة في الرئة.

ضيق التنفس

أما في صفوف البالغين، فإن نسبة عالية من المستخدمين للسجائر الإلكترونية أبلغوا عن ضيق التنفس والسعال، وزيادة حجم إفرازات البلعوم جنبًا إلى جنب مع الإنزيمات الضارة المحتملة مثل “ميلوبيروكسيداز، والإيلاستاز، والبروتيناز”.

وبحسب الأكاديمي البريطاني “تؤدي هذه الآثار إلى تشخيص عدد كبير من الأشخاص على أنهم يعانون من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة”.

ومن المرجح -بحسب تقدير المتحدث ذاته- أن تكون لدى الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية قابلية متغيرة للإصابة بالفيروس في الرئة، متأثرين بالعديد من العوامل الوراثية والبيئية.

وقد تكون بعض الاختلافات في تكنولوجيا السجائر الإلكترونية أكثر ضررًا من غيرها، في حين أن الاستخدام المزدوج مع السجائر القابلة للاحتراق (نمط الاستخدام السائد للبالغين)، قد يزيد من نسبة وجود مواد سامة تصل للرئة.

وتقول الطبيبة ميس عبسي -المدرّسة الجامعية في علم تأثير الأدوية والأمراض القلبية الوعائية في جامعة “كينز كوليدج”- إن الهدف من السجائر الإلكترونية في البداية كان المساعدة في التخلص من التدخين “لكن ما صار شائعا بين المراهقين خصوصا، هو الاستهلاك واستعمال مواد خطيرة في بعض الأحيان”.

خدوش

تحذر الطبيبة ميس من أن هذه السجائر تؤدي إلى دخول “الجزيئات الناعمة التي تدخل مباشرة للرئة ويمكن أن تحدث خدوشا في النسيج الرئوي”، مقدمة المثال على خطورة هذه السجائر بحرق فيتامين “إي” (E)، الذي في حال تسخينه ينتج أبخرة سامة.

وقالت الدكتورة ميس إن دراسة لجامعة “ستراتفورد”، شملت 4 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 13 و24 سنة، وجدت أن المدخنين للسجائر الإلكترونية “لديهم استعداد للإصابة بفيروس كورونا بخمسة أضعاف مقارنة ببقية الأشخاص، كما أن أعراض كورونا تكون أشد عليهم”.

وتربط الطبيبة ميس بين التدخين العادي وتدخين السجائر الإلكترونية، مشيرة إلى كون الدراسات المنجزة تظهر أن من يدخن تكون الرئة لديه أكثر إنتاجا للبروتين الذي يستقبل فيروس كورونا، والذي يؤدي لإتلاف الرئة والمشاكل في التنفس، “ما يعني أن هؤلاء يسهلون الطريق على الفيروس للوصول إلى الرئة”.

وترحب الطبيبة ميس بأي قرار يضع قيودا أكثر على استعمال هذه السجائر خصوصا في صفوف المراهقين والشباب.

المصدر: الجزيرة


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal