لبنان ساحة حرب مفتوحة.. والدولار سلاحها!… أحمد الحسن

يوما بعد يوم يكتشف اللبنانيون حقيقة الحكام والسياسيين الذين يديرون شؤون البلاد من دون أي حسّ بالمسؤولية الوطنية، حيث يتلاعبون بلقمة عيشهم وحياتهم بهدف الحصول على مكاسب شخصية لا تهم الشعب الذي يواجه اسوأ ازمة اقتصادية واجتماعية في تاريخ لبنان الحديث.

منذ انطلاقة الثورة في 17 من تشرين الأول 2019 في وجه الطبقة السياسية الحاكمة، مرورا بانفجار مرفأ بيروت  في 4 آب 2020 والذي أسقط حكومة حسان دياب وصولا الى جنون الدولار، والشعب ينتظر الحل من حكام كل المعطيات تشير الى أنهم إنتصروا على الثورة ما يجعلهم يستمرون بالامساك في كل مفاصل الحياة، لكن المفارقة أن كل يوم تأخير للحل يذهب بلبنان أكثر الى قعر الهاوية، والذي يترجم بإذلال الشعب العظيم من أجل الحصول على ابسط مقومات الحياة الكريمة فينتظر المواطنون في طوابير للحصول على المحروقات شبه المفقودة، ويتعاركون داخل السوبرماركات للحصول على مواد غذائية مدعومة، وينتظرون الكهرباء المقننة، وتهتك كرامتهم في المصارف، ويموتون على ابواب المستشفيات التي تنهار تباعا.

كل هذه الازمات وغيرها من الكوارث المعيشية، سببها إرتفاع سعر صرف الدولار الى مستويات قياسية وبشكل سريع ليلامس الـ 11 الفا من دون اي تبرير منطقي او اقتصادي، خصوصا انه ازداد حوالي الألف ليرة خلال نهار السبت الفائت حيث لا توجد اية دورة اقتصادية، ما دفع بعض الخبراء الى تحميل هذا الارتفاع الممنهج الى غايات سياسية لا علاقة لها بالاقتصاد بشكل مباشر وهذا ما اكده ايضا الاجتماع المالي ـ الاقتصادي الذي عقد في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي اشار ان هناك جهات تتلاعب بالعملة الوطنية لخلق الفوضى في البلاد، وقد تزامن ذلك مع قطع الطرقات في مختلف المناطق في إثنين الغضب، ما ادى الى اتخاذ قرار حاسم بتدخل القوى الامنية والبدء بمداهمة وتوقيف الصرافين المتلاعبين والمضاربين على العملة الوطنية..

في شرح عن كيفية اللعب بسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية تشير مصادر مواكبة الى ان السوق السوداء في لبنان صغيرة ولا تحتاج الى الكثير من الاموال وهناك من ضخ كميات كبيرة من العملة اللبنانية ليشتري الدولارات من السوق بأي ثمن حتى ولو تجاوز الـ 11 الفا، وما دفع ايضا الى ارتفاع الدولار هو غياب مصرف لبنان عن ضخ الدولارت في السوق نتيجة عدم توافر السيولة الكافية.

وتتابع المصادر: ان ما يحصل في لبنان امر غريب، فالازمات تشتد والسياسيون يشاهدون الشعب ينهار امام اعينهم ولا يحركون ساكنا، بل يمعنون في التلاعب بلقمة عيشه من خلال الدولار الذي اصبح سلاحا جديدا اكثر فتكا، يرتفع عندما يختلفون وينخفض عندما يتفقون، بينما المواطن يكتوي بنار اسعار السلع التي ترتفع ولا تنخفض، وبالتالي فهو بات ضحية اعمالهم التي اقل ما يقال فيها انها اجرامية تضع الناس بمواجهة بعضها.

وتختم هذه المصادر: رغم ان الازمة المفتعلة مؤخرا سياسية الا انه يتحدث الخبراء عن احتمال ارتفاع الدولار الى مستويات كبيرة اذا لم يحصل توافق سياسي للبدء بانقاذ لبنان، الامر الذي قد يؤدي الى انفجار في الشارع لا يحمد عقباه ليصبح لبنان ساحة حرب مفتوحة على الصعد كافة، وسط شهية جهات كثيرة دولية واقليمية للسيطرة والتحكم..


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal