مع إعادة فتح المحلات التجارية.. غسان الحسامي لـ”سفير الشمال”: أمامنا خيارين الوقاية أو الكارثة!..

بعد مرور نحو شهرين من تنفيذ قرار الإقفال العام الصادر عن مجلس الدفاع الأعلى بسبب جائحة كورونا والذي التزمت فيه المحال والمؤسّسات التجاريّة، تفتح يوم الإثنين في أول آذار الأسواق والمحال كافة، نتيجة قرار تم التوافق عليه بعد سلسلة اجتماعات عقدت بين لجنة كورونا وبين ممثليّ عن القطاع التجاري وفقاً لبروتوكول صحّي صارم يتضمن جملة تدابير ومعايير صحية، من المفترض أن يصار الى الإلتزام بتنفيذها حرصاً على سلامة التجار والزبائن على حد سواء.

وعما يتضمنه البروتوكول الصحي، يقول أمين عام جمعية تجار طربلس غسان الحسامي لـ”سفير الشمال”: يتضمن البروتوكول الصحيّ الإلتزام بارتداء الكمامة لكافة أرباب العمل والموظفين طوال مدة عملهم داخل محالهم، عدم السماح لدخول أي كان من الزبائن دون ارتداء الكمامة، تثقيف الموظفين بمعايير النظافة واستخدام المعقمات، إقفال غرف القياس بشكل تام والسماح للزبائن بتجريب الملابس في البيوت وقابلة للتبديل ضمن المهل التي تحددها إدارة كل مؤسّسة.. ومنعاً للإكتظاظ واحتراما لشروط التباعد الإجتماعي حُدِّدت مساحة 16 متراً للزبون الواحد داخل المؤسّسة، وبطليعة كل ذلك ضرورة إجراء فحص الـ PCR لأرباب العمل والموظفين والعاملين بشكل دوري كل 15 يوم. وهناك جهات رسمية ستكون معنيّة بالمراقبة والمحاسبة سوف تقوم بدوريات بعد إعطائها صلاحيات لتغريم المخالفين.

وردا على سؤال حول ماذا قدمت جمعية تجار طرابلس حيال هذه الفترة، يقول الحسامي:

يوم الثلاثاء الماضي أيّ بتاريخ 23 شباط كلفني وشرفني الرئيس فواز الحلوة بتمثيل الجمعيّة في الإجتماع الذي دعت إليه جمعيّة تجار بيروت للإطلاع على نتائج الإجتماعات مع لجنة كورونا ومنها البروتوكول الصحيّ الذي تم التوافق عليه بين كل المعنيين، وقد عممنا بدورنا في اليوم التالي على الزملاء التجار كل ما يجب أن يلتزموا به من شروط صحيّة، كما وأننا اتفقنا كجمعيّة تجار طرابلس وإدارة مستشفى هيكل بتاريخ الجمعة 26 شباط 2021 على تسعيرة مخفضة لإجراء فحص الـ PCR بكلفة خمسين ألف ليرة لبنانيّة، لتندرج هذه الخطوة السباقة في إطار الحفاظ على الأمن الصحيّ، وتعزيز السلامة العامة، وتخفيف الأعباء المالية التي ترهق الزملاء التجار في زمن الكساد والركود والإنهيار، يستفيد من هذا الفحص كل من الزملاء التجار وشركائهم والموظفين والعاملين لديهم، ووالد ووالدة أرباب العمل، والأبناء.

وعن توقعاته لحركة الأسواق في اليوم الأول من العودة الى العمل، يصيف الحسامي: من محاسن توقيت فتح المحال والأسواق أنه يتزامن مع أول شهر آذار، آملين أن يغدق ذلك بالخير على الحركة التجاريّة وخصوصا بعد اقفال دام نحو شهرين.

ويتابع: أما ما يقلقني هو أن نشهد المزيد من اقفال المحال والمؤسّسات المتعثرة الى غير رجعة التي اتوقع نسبتها ما بين 7% الى 10 % مقارنة مع نسب السنة المنصرمة التي أظهرت لنا اقفال 270 مؤسسة من أصل 950 أيّ بنسبة نحو 30 % وذلك وفقاً لإحصاء ميدانيّ قمت به بنفسي في شهر شباط 2020 والذي سبق قرار الإقفال العام الأول بسبب جائحة كورونا.

عما يمكن أن تقدمه الدولة اللبنانيّة إزاء كل تلك الصعوبات، يقول الحسامي: بصراحة تامة مضى ما يزيد عن السنة ونحن كقطاع تجاريّ نطالب الدولة اللبنانيّة بعدة حوافز تكون بمثابة جرعة أوكسيجين لقطاعنا المختنق كليّاً بغية الإستمرارية والصمود لأننا بحق نحن في عين الإنهيار ونواجه مرحلة مصيريّة ووجودية، ومن تلك الحوافز طالبنا بتسويات واعفاءات ضريبيّة وماليّة عديدة، ولكن من أسف بالغ لم نلق حتى الآن أيّ تعاون مرتجى، واليوم نطالب الدولة أكثر من أيّ وقت مضى توفير قروض مدعومة وميسرة من خلال البنك الدوليّ أو احدى الجهات المالية المانحة ليستفيد منها القطاع التجاريّ الذي يكابد تحت وطأة البقاء من اللحم الحيّ، (اليوم أصبحنا في زمن نحن من يبقي مؤسّساتنا على قيد الحياة وليست مؤسّساتنا من تطعمنا)، كذلك نطالب الدولة بتوفير اللقاح سريعاً وفتح الباب أمام القطاع الخاص لاستيراد المزيد من اللقاحات رحمة بالجميع.

ويختم الحسامي متوجها الى التجار راجيا إياهم الإلتزام بالمعايير والشروط الصحيّة لما فيه المحافظة على صحتهم وصحة الجميع، لافتا الى أننا خسرنا مؤخراً العديد من الأصدقاء والزملاء بعد أن هزمهم وباء كورونا ورحلوا دون مراسم، مشددا على ضرورة أن يكون الزملاء التجار مراقبين ومنبهين وأن لا يبخلوا بالنصيحة ونشر الوعي لما فيه أمننا الصحيّ والسلامة العامة، وإلا لا سمح الله سوف نكون أمام كارثة.

Post Author: SafirAlChamal