الحريري طرق باب بعبدا.. وسمع الجواب!… غسان ريفي

طرق الرئيس المكلف سعد الحريري باب قصر بعبدا معلنا التمسك بشروطه التي تحاكي تطلعات كل الداعمين للبنان والاصلاحات فيه وصولا الى البدء بعمليات إنقاذه، فسمع الجواب من مكتب الاعلام سلبيا، موضحا أنه هو من طلب الموعد (أي أن الرئيس ميشال عون لم يتواصل معه أو يدعوه)، وأنه لم يقدم جديدا في الملف الحكومي!..

في الشكل كسر الحريري الجليد، وتجاوز كل الاساءات التي وجهت إليه خلال الفترة الماضية سواء من عون مباشرة أو من محيطه ومكتب إعلامه، لكن بيان الرئاسة راكم الجليد مجددا وبشكل يصعب إختراقه، كونه يخفي وراءه تصلبا في مواقف عون وإصرارا على شروطه التي تتضمن حكومة من 20 وزيرا، باضافة وزير كاثوليكي وآخر درزي محسوب على النائب طلال أرسلان بما يمنح عون الثلث المعطل بشكل غير مباشر، والحصول أيضا على وزارتيّ الداخلية والعدل.

أمام هذا التصلب الذي يتزايد في الضفة العونية، حاول الحريري تسجيل هدف في مرمى بعبدا، أو ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد بهدف إحراج عون وفريقه، وذلك من خلال التواصل معه والوقوف على رأيه وعدم تجاوزه كما يتهمه مستشارو القصر، إضافة الى وضع عون في أجواء رحلاته الخارجية التي ليست للسياحة (في رد مباشر على التيار الوطني الحر ومكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية)، وإنما تهدف الى إسترجاع علاقات لبنان مع الدول بعد غياب طويل عنها، فضلا عن تأكيده من منبر بعبدا أنه متمسك بطرحه الحكومي المتضمن 18 وزيرا من الإختصاصيين غير الحزبيين ومن دون ثلث معطل.

وعلى قاعدة “اللهم إشهد إني قد بلغت”، فقد أعلن الحريري أن لا تقدم في الملف الحكومي داعيا الى أن يتحمل كل فريق مسؤولية مواقفه، وفي ذلك بحسب مراقبين تعبئة عامة شعبية قبيل حلول ذكرى إستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري والكلمة التي سيلقيها بالمناسبة التي يرى مقربون أن “مضمونها ما يزال مجهولا، لكنها ستبقي الأبواب مفتوحة خصوصا أن الاعتذار غير وارد لديه”.

تشير المعلومات الى أن الحريري نقل الى عون خلال اللقاء الـ 15 ما خلص إليه العشاء بينه وبين الرئيس ماكرون لجهة أن المساعدات للبنان سواء من الدول الغربية أو الخليجية مرتبطة بتشكيل حكومة “مهمة” مصغرة من دون وزراء حزبيين، تبدأ بالاصلاحات المطلوبة للبدء بعملية الانقاذ، كاشفا له أن ماكرون سيحاول إقناع السعودية بمساعدة لبنان مع دول الخليج شرط الالتزام بهذه التوجهات.

وتضيف المعلومات إن الحريري عرض على عون أن يعطي رأيه ويوافق على كل الوزراء السنة والشيعة والدرزي وأن يقدم أسماء مسيحية غير حزبية يوافق الحريري عليها بالمقابل، لافتا الى أن حكومة من 20 وزيرا ستضاعف من التعقيدات وستعمق الخلاف الدرزي ـ الدرزي ونحن بغنى عن ذلك.

كذلك تشير المعلومات الى أن الحريري طرح على عون أن يقدم له ثلاثة أسماء لوزراة الداخلية يختار هو واحد منهم، وأن يطرح بدوره ثلاثة أسماء لوزارة العدل يختار عون واحدا منهم، لكن ذلك لم يقنع رئيس الجمهورية الذي عبر في بيان مكتبه الاعلامي بأن الحريري لم يقدم جديدا ما يعني أن كل ما تحدث فيه الرئيس المكلف خلال اللقاء كان مرفوضا من عون.

يبدو واضحا أن قصر الاليزيه الحريص على إنجاح مبادرة الرئيس ماكرون ما يزال واقفا على الحياد، فهو لم يسمح بتصوير اللقاء بين ماكرون والحريري، كما لم يصدر بيانا حوله، تاركا الأمر للحريري، وبالتالي فهو يحرص على عدم الضغط على أي جهة ليكون على تماس مباشر على الجميع.

أمام هذا الواقع، تقول المصادر إن الحريري وبعد غيابه في جولة خارجية ولقاءات ومباحثات عاد ليقدم التركيبة ذاتها مع علمه المسبق موقف عون منها، ما يؤكد أمرين، الأول خارجي يتمثل بانتظار الحريري ضوءا أخضرا سعوديا يمنحه القدرة على حرية التحرك، والثاني داخلي وهو عجزه عن تأليف الحكومة في ظل الاشتباك السياسي مع رئيس الجمهورية وعدم إقناعه بطرحه الحكومي، ما يؤدي الى إتساع الهوة بين الطرفين والاكتفاء بالتراشق بالبيانات وبالشعارات التي رفع تيار المستقبل إحداها عشية ذكرى 14 شباط وهي “البلد مش ماشي”!..


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal