سويف في قداس مارمارون: نصلّي حتى لا تؤخَذ طرابلس الى مكان غريبٍ عنها

 احتفل رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، بقداس عيد مار مارون، في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه فيه المونسنيور نبيه معوض والخوري راشد شويري ولفيف من الكهنة، وشارك في القداس مطران طرابلس وعكار للروم الملكيين اندريه ضاهر، في غياب المؤمنين بسبب كورونا.

بعد الإنجيل، ألقى عظة شدد فيها على روحانية العيد وصاحبه، معتبرا أن “مار مارون، رجل الله المليء بحبه وبالحقيقة، فهو ترك كل شيء ليتبع يسوع المسيح ويكون مثله حبة حنطة تموت في الأرض لتثمر إنسانية ورحمة وشفاءات… تبع الله بعد أن التقى به وشفي هو أولا، فأفاض الله عليه نعمة شفاء الناس”.

وقال: “على مثال شفيعنا، كنائسنا وأديرتنا مدعوة كذلك لتكون الواحة الروحية والإنسانية حيث تتواصل موهبة الشفاء، شفاء الإنسان بكليته، نفسا وروحا وجسدا. كذلك كنيستنا المارونية، على مثال قديسها، مدعوة في مسيرتها إلى أن تكون حاضرة في لبنان وفي الشرق الأوسط وفي العالم، حضورا شافيا، مرافقا، حضورا يتسم بالعمق الإنساني والحوار الثقافي لنشر الحب والتفاعل مع الأديان الأخرى”.

أضاف: “في لبنان، نريد أن ينعم الإنسان بالسلام والطمأنينة والإزدهار، إذ من حق كل مواطنة ومواطن العيش بحرية وكرامة. فرسالة لبنان لقاء جميع أبنائه في الإخوة والاحترام المتبادل. إنها الثقافة اللبنانية التي ترسم ملامح هوية هذا الوطن الحبيب. طرابلس المجروحة هي صورة واقعية عن هذا الوطن، إذ تجسد في قيمها الروحية والإنسانية والوطنية خصوصيته، فلا يجوزن أن تؤخذ المدينة الى مكان آخر غريب عنها، من هنا وجب إنصافها اجتماعيا وتنمويا”.

وتابع: “لبنان مجروح ومتألم، فتعالوا نرفع دعاءنا الى الله حتى يهب وطننا نعمة الشفاء. لبنان مسلوب ومخطوف، تعالوا نصلي لكي يتحرر من أياد وأصوات وإيديولوجيات تسعى إلى أن تغير اختباره التاريخي. لبنان مقيد بممارسات وذهنيات تناقض نظرته الوجودية الى الحياة وعيشه الوطني الواحد المنفتح والمشترك. على لبنان أن يعود ليكون هذا النموذج الحضاري الذي تنشده اليوم الأمم والعالم بأسره، عالم الأخوة الإنسانية حيث الجميع إخوة”.

وذكر ب “دعوة البابا فرنسيس إلى تجديد إنسانيتنا بناء على المحبة الشاملة على اختلاف أدياننا التي يجب أن تكون في خدمة الإنسان، وبرسالة قداسة الحبر الألاعظم للمسؤولين في لبنان أمس خلال استقباله السلك الديبلوماسي، والتي طالب فيها بأن يتعهد جميع القادة السياسيين والدينيين، واضعين جانبا مصالحهم الخاصة، بالسعي لتحقيق العدالة وتنفيذ إصلاحات حقيقية لصالح المواطنين، فيتصرفوا بشفافية ويتحملوا مسؤولية أفعالهم”.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal