لبنان خسر قامة وطنية.. نواب ينعون جان عبيد

لا تزال ردود الفعل الحزينة على رحيل النائب جان عبيد، عن عمر يناهز الـ82 عاماً، بعد مضاعفات إصابته بفيروس كورونا تملأ مواقع التواصل الجتماعي حيث، نعى مسؤولون سياسيون وعدد من النواب، الراحل.

ودّع رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي الراحل الكبير النائب جان عبيد بالكلمات التالية:

كما النهر، عوّدنا جان عبيد ان يتصل بالنبع، وينفتح على البحر، فيكون شامخاً في اندفاعاته، متناغماً في انسياباته، وفي كل ما يقول ويفعل هو فكرٌ وقلبٌ وعقلٌ، يجري ويسقي ويرفد ويطوف.

ومن بين كل الظواهر، علّمنا جان عبيد انه الرجل – الظاهرة في لبنانيته الصافية وفي عروبته الاصيلة، وهو حين يستند الى التاريخ والجغرافيا فإنما يعيد قراءتهما ويعيد كتابتهما منطلقاً على الدوام من استثنائية لبنان التي تفرض ان نكون استثنائيين في انتمائنا لهذا الوطن وفي حرصنا على عيشه الواحد، ولو تجسّد العيش الواحد في رجل لكان جان عبيد بدون منازع.

انه ابن زغرتا وطرابلس وكل لبنان في آن واحد، ما يجعله ابن الميثاقية التي تحرس هذا الوطن الحلم الذي صانه جان عبيد حافظاً للانجيل والقرآن ومؤكداً ان الاوطان تصان بالمحبة وبالانفتاح وبالادراك وبقدر الفرد اللبناني على ان يكون هو وان يكون الإخر في كيان واحد وفي اختصار فريد لتلاقي الحضارات.

جان عبيد، يرحل عنّا اليوم تاركاً هذا الفراغ الهائل الذي تتركه قامة باسقة في العمل السياسي والوطني والاجتماعي، هو الذي كان رجل الحوار والتلاقي والنقاش المثمر والافكار المستنيرة واحد كبار المعماريين في بنية الشخصية اللبنانية.انه باختصار الابن الشرعي للبنان في اجمل تجليات لبنان.

وبرحيل جان عبيد، افتقد شخصياً، ونفتقد كعائلة، رجلاً كان على الدوام صاحب الحضور المشمس الذي ربطتنا به اسمى روابط الصداقة والمحبة والاخوة والوفاء.

جان عبيد، لم يكن لك ندٌ الا انت، فكيف نرثيك وبأي الكلمات نودعك؟ حسبنا ان نقول انك راسخ في الذاكرة والوجدان وان لبنانك الجميل باقٍ في وجه العاصفة.

كما نعى النائب جهاد الصمد، في بيان، النائب جان عبيد “الذي فقد لبنان برحيله رجلا تميز بالإعتدال والمناقبية في حياته السياسية، وبالحوار واللباقة، والعلم والمعرفة والحكمة والرصانة، وكان قيمة مضافة في الحياة السياسية والوطنية، وحريصا على العيش المشترك”.

واعتبر الصمد أنه “بخسارة جان عبيد نخسر صديقا في زمن قل فيه الأصدقاء. كل العزاء لعائلته”.

كذلك، نعى وزير الخارجية والمغتربين السابق فوزي صلوخ الوزيرالسابق النائب جان عبيد في تصريح وقال: “كنت شخصية فذة، ياعزيزي واخي جان .تألقت في جميع المناصب الرفيعة التي تبوأتها .خدمت لبنان بإخلاص وامانة وقوة وعنفوان. كنت مربيا حكيما، وناصحا مرشدا في وزارة التربية والتعليم العالي، وكنت ديبلوماسيا رائعا وإداريا عالما في وزارة الخارجية والمغتربين”.

اضاف:” العطر ينفد من القارورة، لكن شذاه يبقى عابقا في الأجواء. وشذى علمك ومعرفتك وديبلوماسيتك تنشقته انا في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين وفي اجواء جامعة الدول العربية حيث سمعت الكثير من الاطراء والاشادة من الزملاء الذين عرفوك واحبوك واحترموك . كنت ألقا في التربية ونجما في الديبلوماسية ومثالا في الانسانية .

رحمك الله وجعل مثواك في مقعد صدق عند مليك مقتدر” .

ونعى النائب السابق محمد قباني، النائب جان عبيد في تصريح قال فيه: “ان جان عبيد ظاهرة لا تتكرر في الحياة السياسية اللبنانية. منذ كان ملح الطعام في مجلس كمال جنبلاط مطلع السبعينات، إلى أن سقط في امتحان حافظ الأسد في نهاية الثمانينات لأنه جادله، ولم يكن سوريا كما يشاع عنه، بل كان كما وصفه عميد الديبلوماسيين العرب سعود الفيصل بأنه حكيم العرب”.

تابع:” يصعب تصور لبنان بدون جان عبيد صديق الجميع وحبيب الجميع. رحمه الله على أمل أن يرفأ الله بلبنان”.

غرد النائب هادي حبيش عبر حسابه على “تويتر”: “برحيل الكبيرين ميشال المر وجان عبيد ، لبنان يخسر بفقدانهما قامتين كبيرتين طبعتا الحياة السياسية والوطنية والاجتماعية اللبنانية بقواعد وخبرات ومزايا لن ينساها اللبنانيون وسنفتقدها جميعا. رحم الله الزميلين ميشال المر وجان عبيد “.

من جهته غرد الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري عبر حسابه على تويتر:”‏رحمة الله عليك يا أوفى الأوفياء ستبقى في ذاكرتنا القامة الوطنية والعربية الأصيلة والرجل الذي نطرب بأفكاره وحكمه وعقله المعتدل والميثاقي حتى العظم. كلنا على الدرب سائرون .. لكنك رحلت في الوقت الخطأ حيث يسرح الشعبويون ويمرحون ويعيثون في الأرض فسادا وفراغا وإحباطا. لن أنسى ابتسامتك النقية وقد غمرت بيتنا منذ أيام الطفولة، ولن ننسى علاقة الصدق التي جمعتك بالرئيس الشهيد رفيق الحريري .عزائي للسيدة الفاضلة لبنى وللحبيبين سليمان وبدوي ولكريماته”.

 الى ذلك، نعى النائب مصطفى الحسيني النائب الراحل جان عبيد في تصريح: “في زمن التعصب، يخسر لبنان رجل الإعتدال وصاحب الفكر الجامع والداعي دوما إلى الحوار والتآخي.”

أضاف: “عرفناك رجل دولة بامتياز، وصادقنا طينة نادرة من الوطنيين الأوفياء لوطنهم وأمتهم والعطاء المستمر. عروبي، لبناني أصيل، ستبقى في البال وفي الضمير الوطني. الصديق جان عبيد، وداعا، إلى جنات الخلود.”

وختم: نتقدم بالتعازي من عائلة الفقيد: “عزائي القلبي للعائلة، ألا صبر الله قلوبكم والرحمة لروحه الطاهرة.”

واعتبر الرئيس فؤاد السنيورة، في بيان، ان “لبنان خسر اليوم مع وفاة الأخ والصديق الوزير والنائب جان عبيد قامة وطنية كبرى وطاقة مليئة بالحيوية والأصالة وركنا أساسيا من أركان الرؤية المستقبلية الحكيمة والمخلصة. كان السياسي الوطني المحاور الذي يعرف التاريخ، ولا تغرقه هموم الحاضر، ويظل ذا أمل كبير بالمستقبل”.

اضاف: “جان عبيد كان بمثابة الوزير الدائم لوزارة الخارجية في لبنان في زمنها العربي منذ أن اختاره الرئيس الشهيد رفيق الحريري وزيرا لخارجية لبنان وأصبح وزير خارجية العرب وحكيمهم كما أسماه المغفور له بإذن الله تعالى الأمير سعود الفيصل. وبذلك دأب الوزير عبيد على حمل هذا الدور من لبنان إلى العروبة ومن العروبة إلى لبنان، متسلحا بسعة معرفته ورهيف ذوقه وطلاوة لسانه وبعمق اطلاعه على أمور العرب بكل أقطارهم وبلدانهم العربية، والذين يحفظون له في دواوينهم وفي فكرهم وقلوبهم كل الاحترام وكل التقدير”.

واكد ان “جان عبيد كان طاقة ثقافية وذاكرة إبداعية، واسع الاطلاع في مجال التراث الديني المسيحي والإسلامي، وفي الشعر والأمثال والآداب العربية والعالمية. لقد خسر لبنان قامة رفيعة ورائدة في الحوار والنصيحة السياسية، وركنا من أركان العيش المشترك، والتواصل الداخلي وصنع المصالحة والسلام”.

وقال: “على مدى أربعين عاما وأكثر، كنت أيها الغالي الصديق المحب والودود، والأخ في الأفراح والشدائد، والناصح الحريص حيث تعز النصيحة. وستظل في نظري وفي عقلي وقلبي كما كنت ملء السمع والبصر والذاكرة التي تسند الإنسان بالإيجابي في الطبيعة الإنسانية، وفي الإيمان بالصداقة، وبالثقة بقدرات الخير والعمل الصالح في إنساننا ووطننا”.

وختم: “في هذه المناسبة الحزينة أتوجه بالتعزية الحارة إلى عائلتك الصغيرة وإلى أهلك في الشمال والكبيرة في كل لبنان الذي أحبه جان عبيد وأخلص له. رحمك الله أيها الصديق العزيز سنفتقد في غيابك الرأي السديد والصداقة التي لا تتزعزع، والحكمة في القول والعمل، والروح المرحة، والانتصار الدائم للسلام الوطني والدستور والتضامن بين اللبنانيين. وإنا لله وإنا إليه راجعون”.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal