صورة تدمي القلوب في زغرتا.. هكذا ودعت خوسيفينا شقيقتها منتورة!… حسناء سعادة

هل كان يعلم الناشط زياد مكاري ان الصورة التي التقطها لجنازة منتورة في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في زغرتا ستأخذ هذا البعد على صفحات التواصل الاجتماعي؟

هل كان يعلم ان هذه الصورة ستخلق هذا الكم الكبير من الوجع بين الناس؟

أجل كان يعلم، لانها اوجعته قبل أن توجعنا، والا لما كان التقطها وهو الحريص أن تأتي لقطاته معبرة وعاكسة لواقع الحال.

صورةٌ لحزن على شقيقة ورفيقة درب العمر قد تكون عادية، لأن الفراق مؤلم، إنما أن تكون هذه الصورة خالية من معزين واناس تقف الى جانب بعضها البعض في المأتم مؤاسية فهي ليست بصورة عادية، هي انعكاس لواقع حالنا في زمن فيروس كورونا، هي نداء لكل منا بأنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه قد لا نجد يداً تمسك بنعوشنا ونحن نذهب الى مثوانا الاخير، بل قد نرحل بسكوت وربما نصل الى وقت لا يصلى فيه على جثاميننا.

ما اقساها هذه الصورة لأنها حقيقية، وما اصعب هذه المرحلة الصحية التي أفقدتنا اهلا واحباء واصدقاء وجيرانا ومنهم في عز الشباب.

في الأيام القليلة الماضية ودعنا في زغرتا العديد من شبابنا وشيبنا، ممن حصدتهم هذه الجائحة وكان الوداع مقتصراً على الاهل فقط وكانت المواساة عبر الهاتف او عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فلا يد تشد على اليد المحزونة وتآجر ولا من يشارك حضوراً بالمآتم بل متابعة عبر قناة zgharta channel التي لولاها لكان الصمت ايضاً رفيق المغادرين وهو غياب اوجع.

صورة زياد مكاري التي التقطها في لحظة حزن تدفعنا الى التمسك اكثر بالاجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي من اجل خفض عدد الاصابات ومن اجل الوصول الى صفر اصابات كي لا نستمر في وداع من نحبهم وكي نتمكن من وداع من يغادرون ونمسك ونشد على ايدي محبيهم لا أن نتركهم لوجعهم ووحدتهم امام نعوش احبائهم.

السيدة خوسيفينا ودعت اختها منتورة، التي لم تفارقها يوماً، وحدها وبصمت، ومن المؤكد أنها في قرارة نفسها سألت اترى هل سأجد أنا يوم المغادرة الى دنيا الحق من يودعني؟

سؤال مؤلم عسى الا يطرحه كل واحد منا إذا استمرت هذه الجائحة اللعينة في حصد ارواحنا.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal