اللجنة الأولمبية إلى الفشل الذريع درّ!… بقلم: إبراهيم أبو شاهين

ليس خافيا على احد الانقسام السياسي الحاصل وتداعياته على انتخابات اللجنة الأولمبية المحدد موعدها بتاريخ 8 شباط المقبل.

بعدما توافقت احزاب السلطة بوجه مرشحين مستقلين ورياضيين واخصائيين لإيصال مرشحيهم لعضوية او رئاسة الاتحادات الرياضية التي انتهت اواخر السنة الفائتة، ها هي اليوم ومن بعد “فيديو القصر المسرب” تتخلى عن التوافق الذي كان قائما بينها في انتخابات الاتحادات الرياضية وتتجه نحو معركة على انتخابات اللجنة الأولمبية والتي ستكون نتيجتها الفشل كما اللجان التي سبقتها بغض النظر عن هوية الفائز.

وبعدما تحالف التيار الوطني الحر وحركة أمل وتيار المستقبل وتيار الكرامة على الشاردة والواردة في كل انتخابات الاتحادات الرياضية وقاموا بتقسيم “جبنتها”، يتجه التيار الوطني الحر لترشيح رئيس اتحاد المبارزة جهاد سلامة لرئاسة اللجنة الأولمبية وهو الذي كان دوماً الحليف الاساسي لتلك الأحزاب. لكن، بعد فيديو القصر المسرب نشب خلاف بين من كانوا “دفنوه سوا” في انتخابات الاتحادات الرياضية حول هوية مقعد سني (من اصل 3 داخل اللجنة الأولمبية) ومقعد آخر شيعي (من اصل 4 داخل اللجنة). فكان سلامة ينوي اختيار مرشح شيعي ليكون من حصته على لائحته وهو رئيس اتحاد البادمنتون جاسم قانصو (نجل النائب السابق عاصم قانصو)، بالاضافة الى اختياره مهند دبوسي (المقرب من الوزير فيصل كرامي) ليكون مرشحا سنيا وأيضا من حصته على اللائحة الى جانب 6 مرشحين مسيحيين ايضاً من اختياره. وكون مجموع عدد المقاعد باللجنة الاولمبية هو 14 مقسمين على النحو التالي: 3 سنة، 4 شيعة و7 مسيحيين، يصبح لسلامة اكثرية الاعضاء داخل اللجنة (أي 9 له مقابل 5) الأمر الذي اثار ريبة أمل والمستقبل وأدى الى الخلاف.

افترق الحلفاء وراح كل من تيار المستقبل وحركة امل نحو اجراء اتصالات بمرشحين مسيحيين لتشكيل لائحة والبحث عن رئيس مسيحي لها بوجه الحليف السابق سلامة والذي يبقى الرقم الصعب والأوفر حظاً للفوز بالانتخابات نظراً لكثرة الاتحادات الموالية له.

وفي ذلك، يتفق المحللون الرياضيون الحياديون على ان مصير اللجنة المنتخبة سيكون الفشل الحتمي كما الفشل الذي اصاب سابقاتها خصوصاً ان الاشخاص الذين “أحرقوا الطبخة” سوياً في السابق وفي جميع الالعاب الرياضية ها هم أنفسهم يطبخون انتخابات اللجنة الاولمبية ولو افترقوا. وبالتالي، لا مشروع، ولا رؤية ولا خطة تطويرية معلنة، فقط كلام انتخابي وطائفي فارغ يستهوي الرأي العام غير الرياضي ويثير إشمئزاز كل رياضي وإداري يطمح لمستقبل رياضي زاهر في لبنان.

كل من الطرفين كان داعما لاتحادات رياضية لم تحقق شيئا، ولم تبرز خطة عمل، ولم تطور ولم تنشر ألعابها، ولم تصل بمنتخباتها للعالمية و لم تجذب الرعاة اليها. وهم على مر العقود دعموا وشجعوا أعضاء ورؤساء هذه الاتحادات على ممارسة الكيدية وتوقيف ومحاربة كل رياضي أو مدرب أو إعلامي أو ناد يعارض أدائهم.

بعد هذا المشهد الرياضي المحزن نسأل: كيف للمجتمع الرياضي ان يأمل خيرًا للمستقبل وهذا النهج ما زال مسيطرا على انتخابات اهم لجنة رياضية في لبنان؟ والى متى ستبقى الرياضة ويبقى الرياضيون ضحية هذه الممارسات غير الرياضية؟ كما يمكننا الجزم وعلى أمل أن نكون مخطئين: مهما كان اسم الفائز سيكون مصير اللجنة الأولمبية الفشل الذريع.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal