عندما يضحك اللبنانيون على الأميركيين!… مرسال الترس

بعد أسبوع واحد فقط يغادر الرئيس الأميركي (المثير للجدل) دونالد ترامب، بعد واقعة ″الكابيتول هيل″، في حين ضجّت وسائل التواصل الإجتماعي في لبنان الأسبوع الفائت بالنكات والقفشات المضحكة على ما ارتكبه المقتحمون لـ ″ربوع″ الكونغرس الأميركي الذي كان ينظر في نتائج الإنتخابات الرئاسية، مستذكرين (أي اللبنانيين) المشاهد ″البطولية″ التي قام بها منتفضو 17 تشرين الأول من العام 2019 على أسوار مجلس نوابهم في ساحة النجمة وسط العاصمة اللبنانية.

صحيح أن العالم بأجمعه قد فوجئ بإقتحام أهم موقع للديمقراطيات في العالم (أو على الأقل هذا ما يقتنع به الأميركيون)، وبعثرة محتويات ما وصلت إليه أيديهم أو سرقة بعضه، في حين أجمع مختلف المراقبين والمتابعين على أن آخر شعب يحق له الشماتة والإستهزاء مما حصل مع الأميركيين، هم اللبنانيون وعلى رأسهم مسؤوليهم الذين كسروا الأرقام القياسية في تهديم دولة بكل مؤسساتها ومقوماتها في سبيل تحقيق طموحاتهم ومصالحهم الشخصية!

فيا ليت اللبنانيين ينظرون إلى أنفسهم وأحوالهم ليدركوا حجم المأساة التي يعيشونها بسبب أداء من يُعتبرون مسؤولين عنهم:

فها هم كبار المسؤولين لا يكلفون أنفسهم عقد إجتماع أو أكثر (إذا لم نَقُل إجتماعات مفتوحة) من إجل إيجاد الحلول السياسية التي تُرضي مختلف الأفرقاء (تأليف حكومة وما شابه…). حتى أنهم لا يكلفون أنفسهم بالتواصل عبر الهاتف او الواتساب. وينتظرون بركة هذه المرجعية الروحية او تلك، لتساعدهم على تقبل المعونة الالهية لحل القضايا اليومية التي هي من صلب عملهم!.

وها هم المسؤولون عن الأموال والنقد الوطني قد بدّدوا جنى عمر أبناء تلك الطبقات المتوسطة، ليصبح الجميع فقراء، باستثناء قلة قليلة إستطاعت نهب الدولة، ولاحقاً أموال المودعين، وهربتها الى الخارج لتزيد من شد الخناق على رقاب أبناء الوطن!

 أما الأوضاع الأمنية فيتحدّث عنها اللبنانيون بدون حرج فما أن تُطوى أوزار حرب أوصراعات طائفية ومذهبية حتى تندلع أخرى، في حين يغلب التوتر وقلة الثقة على السياق اليومي لعيش الناس الذين لم يكفهم اللجوء الفلسطيني قبل سبعة عقود ليتبعه النزوح السوري قبل عشر سنوات، ويرفع وتيرة الإرتياب لدى اللبنانيين، ليس على مستقبلهم وحسب، وانما على نشرة أحداثهم اليومية وسط فساد ينخر معظم المؤسسات ويلهيها عن القيام بواجباتها الأساسية.

وعلى هذه الوتيرة يجدر باللبنانيين الإهتمام بما يساعدهم على تخطي همومهم، ومحاسبة من كان مسؤولاً عما آلت اليه أحوالهم قبل التهكم على الآخرين، أو الشماتة بما يحصل معهم!.

         


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal