هل تشعل طرابلس فتيل الثورة من جديد؟… عزام .غ. ريفي

في الوقت الذي تراجعت فيه حدة الاحتجاجات في كثير من المناطق اللبنانية، وعادت المجموعات الثورية الى الحياة الطبيعية مع الابقاء على تحركات موسمية، بقيت طرابلس بجهود بعض أبنائها خط الدفاع الأول عن ثورة 17 تشرين الأول 2019، في ظل تهميش إعلامي مستمر، علماً أن طرابلس أثبتت وأنصفت نفسها بحراكها الحضاري الذي إستدرج الاعلام، لينقل صور الأعداد الهائلة التي اجتاحت الطرقات والساحات معلنة الثورة على الظلم من دون حصول ضربة كف.

مع إنطلاق العام الجديد، حاولت أم الفقير طرابلس إعادة إحياء الثورة من خلال تظاهرات وإعتصامات سلمية نظمها أبناؤها المحتجون على الأوضاع المعيشية المزرية، ولتذكير الشعب اللبناني بأن لا سبيل للتخلص من هذه الطبقة الحاكمة إلا بتفعيل الثورة.

لا أحد يمكن أن ينكر أن نسبة الفقر تجاوزت الخطوط الحمر وخصوصا في طرابلس، وأن أرتفاع سعر الدولار والبطالة والانهيار الاقتصادي قد بدّل من المستويات الاجتماعية وقلب كل الموازين، من خلال تحول الطبقة الغنية الى طبقة متوسطة، والطبقة المتوسطة الى فقيرة، والفقراء الى معدمين، وهذا ما يضاعف من خطر التفلت الأمني، وخطر تنامي السرقات والسطو المسلح خصوصا في ظل غياب الرقابة الأمنية التي باتت تحتاج الى إعادة تفعيل حرصا على أمن المجتمع ولعدم إستغلال بعض الأطراف ما يحصل لرفع شعار الأمن الذاتي.

أمام كل ذلك، يبدو الأفق السياسي مسدود، فلا حكومة في القريب العاجل، والأزمات المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية تتنامى، والاحتقان بلغ مداه، والانفجار بات وشيكا، فهل تكون طرابلس التي تصر على التحرك إعتصاما وتظاهرا وإقفال طرقات الفتيل الذي سيعيد إشعال الثورة في كل المناطق اللبنانية.

يرى طرابلسيون أن الوضع لم يعد يحتمل أبداً، مؤكدين أن كراماتهم وكرامات عائلاتهم هي الأهم، فقبل ثورة 17 تشرين كانوا يعيشون حالة يرثى لها، واليوم يشعرون بأهمية ما يقومون به، خصوصا أن دولة لا تحترم مواطنيها لا تُحترم، وطبقة سياسية لا تضع مصلحة شعبها فوق مصالحها مصيرها الى الزوال،  مشددين على أنه لم يعد هناك ما يخسروه، ولا حل لكل هذه الأزمات سوى بانتفاضة حقيقية تضع النقاط على الحروف.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal