هل تستقر الأمور بإستقالة عون أو توقيف الحريري؟… مرسال الترس

بعد مئة سنة على إعلان دولة ″لبنان الكبير″، وسبعة وسبعين سنة على الاستقلال، وسنة وشهرين على ″التحرك الشعبي″ (الذي يحلو للبعض أن يسميّه ثورة)، ثَبُتَ بالوقائع أن الشعب اللبناني لن يقوى على مواجهة المنظومة السياسية القائمة في لبنان، نظراً لتعاضدها وتماسكها وتداخلها، مهما ظهر بينها من تباينات وإختلافات كان المواطن اللبناني يدفع ثمنها باستمرار هبوطاً وصعوداً، كما قال يوماً رئيس تيار المرده النائب والوزير السابق سليمان فرنجيه: ″إذا اتفقوا يتفقون علينا، وإذا إختلفوا يدفع المواطن الثمن″!

هل سيصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى خطوة الإستقالة التي يدعوه لإتخاذها غير قيادي مسيحي أو مسؤول حزبي من هنا أو هناك؟ باعتبار أن القيادات غير المسيحية وفي طليعتها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط قد تهيّب الخطوة إذا رَفَعَ هو لواءها لإنها قد تدفع البلاد إلى صراعات طائفية تنفّذ رغبات هذه الجهة الخارجية أو تلك!

وهل ستؤدي الإجراءات القائمة إلى توقيف رئيس الحكومة المكلّف وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري، تمهيداً لدخوله إلى السجن كما يرغب هذا الحاسد أو ذاك الطَموح؟ وكما كشف رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب في حديث تلفزيوني نهاية الأسبوع الفائت. من منطلق أن الإجراءات المعتمدة ستؤدي إلى “توقيف” الرئيس الحريري وفق معلوماته. على خلفية الفساد الذي تغلغل في البلاد، والوضع المالي الذي لم يحصل مثيلاً له في أي دولة في العالم؟

وإذا كانت بعض الجهات المطّلعة قد بصمت على ما أورده وهّاب، فإن الحركة الناشطة (بهدوء وبعيداً عن المتداول) من قِبَل الثنائي الشيعي ستكون كفيلة بسحب فتيل تفجير مثل هذه المغامرة في هذا التوقيت بالذات، من زاوية الحرص على تخفيف الإحتقان مذهبياً وطائفياً، مهما إشتدت التشنجات، ولذلك تشبّث بقوة لافتة في التمني على الحريري بعدم ترك السراي، وبمد يد المساعدة له ليعود إلى حلقة التكليف!

الثابت أن إعادة الأمور في لبنان إلى نصابها الصحيح لن تُجدي عند إستقالة في هذا الإتجاه، أو إدخالٍ إلى السجن في إتجاه آخر. بل يُفترض أن تنال كل من يجب أن تطاله العدالة. لأن هناك فترات سابقة حصلت فيها إستقالة رؤساء وأُدخل بعض المسؤولين إلى السجن، ولكن الفساد إزداد توغلاً، لأن الوقائع أثبتت أن المنظومة ستتماسك عندما تدعو الحاجة، حفاظاً على مصالحها وديمومتها طالما أن ما يسمى “المواطن” ينام نومة أهل الكهف، ويرضى بما آلت إليه أوضاعه.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal