شرق أوسط جديد.. أين لبنان؟

 أكد ممثل اتحاد خبراء الغرف الاوروبية في بيروت المستشار في المحكمة الدولية لتسوية المنازعات الدكتور نبيل بو غنطوس، أن “لبنان سائر بخطى ثابتة نحو وصاية دولية عليه، وقد لن يطول الوقت، حتى يعترف الجميع، ان تدويل الازمة اللبنانية، بات أمرا واقعا لا ريب فيه”.

وقال في بيان: “بادىء ذي بدء، الجميع يدرك، انه نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية، وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، والبحث القائم عن دعم وإقراض خارجي، وبالتزامن مع المفاوضات المتواترة مع صندوق النقد الدولي ومؤسسات التمويل العالمية يرفدها التدقيق المالي الجنائي، نكون قد اجتزنا المرحلة الاولى نحو تدويل الوضع في لبنان من البوابة الاقتصادية. اما في الشأن السياسي، فمن السذاجة القول ان الوضع عندنا ليس مطروحا على بساط البحث او لا يحتل موقعا مهما في مباحثات تقاسم النفوذ بين القوى العالمية الكبرى، والزمن زمن تحولات خصوصا في الشرق الاوسط الجديد، الذي ترتسم ملامحه بسرعة قياسية”.

أضاف: “يخطئ كثيرا المراهنون، على تغييرات تطال السياسة الخارجية لدى الإدارة الأميركية الجديدة، وهم يقفون على عتبة انتظار هذه المتغييرات، وقد فاتهم، ان السياسات الأميركية انما ترسم لعقود من الزمن، وكل ما يمكن ان يتغير هي المقاربات في طريقة الوصول الى هذه الاهداف لا اكثر ولا اقل. فما كتب للمنطقة قد كتب وبالحرف العريض، وها هي الدول العربية الواحدة تلو الاخرى، تتسابق للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وفي غضون اسابيع قليلة، وقعت الاتفاقيات بين اصدقاء اليوم واعداء الامس، في الاقتصاد والتجارة والنقل والاستثمار”.

وقال: “نفطنا وغازنا في المتوسط موضوع تباحث سري بين كبريات شركات النفط العالمية، بهدف تقاسم المغانم عبر اتفاقيات ترضي الاقطاب العالميين وربما الاقليميين، ونحن في لبنان لم نشكل حكومة بعد، متعمدين الانتظار، فهذا فريق يراهن على انتصار مزعوم يحققه هذا المحور، وذاك فريق ينتظر التعليمات من راعيه الاقليمي، والبلاد تغرق في الفوضى الامنية وتنهار مقوماتها الاقتصادية متسارعة في مسلسل احداث مستمر، والهدف المعلن المستتر منه، اظهار لبنان امام المجتمع الدولي، دولة فاشلة ومفلسة ومارقة، تحتاج لمن يضبط الايقاع فيها. ولسوف تخرج علينا دعوات في المستقبل القريب، لوضع اليد الاممية عليها، ولن يكون في مقدور احد ايقاف هذا السيناريو، خصوصا بعد اهدار الفرص التي منحت لتجنيب بلاد الارز هذا المصير، وآخرها إفشال مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لإحداث خرق إيجابي في جدار الازمات المتتالية التي تضرب لبنان”.

وختم: “لن يطول الزمن، حتى نجد، التسويات في الاقليم بدأت ترتسم، وبهذا تكون خارطة الشرق الاوسط الجديد بدأت تتوضح، ومعها ما هو مرسوم للبنان في القرن الواحد والعشرين، كدور ومهمة او حتى وهبه كجائزة ترضية. فهل يستبق أهل الربط والحل عندنا هذه النهاية، ويخرجون عما هو مرسوم لنا في موقف وطني طال انتظاره”.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal