التفاؤل مبالغٌ فيه.. طريق الحكومة طويل!!… غسان ريفي

تحركت المياه الحكومية الراكدة ببركة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي دخل على خط بعبدا ـ بيت الوسط، ونجح في جمع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري على أمل أن يسفر لقاءهما عن هدية الميلاد، فيحتفل يوم الجمعة المقبل بولادة السيد المسيح، وبولادة الحكومة.

حصل اللقاء رقم 13، لكن “الدنيا لم تكن ربيعا والجو لم يكن بديعا” الى درجة التفاؤل بقرب ولادة الحكومة التي ما تزال تنتظر مشاورات ومفاوضات وتدخلات وتنازلات تساعد في تحمية “الطلق” الذي ينذر بالولادة المنتظرة.

تشير المعلومات الى أنه بعد إعلان البطريرك الراعي من قصر بعبدا أن رئيس الجمهورية لا يتمسك بالثلث المعطل، والتصحيح الذي ورده من جبران باسيل بأن المطلوب هو وحدة المعايير وإحترام الميثاقية، شدد الراعي على ضرورة إحترام ما نقله عن رئيس الجمهورية وعلى ضرورة دعوة الرئيس الحريري الى قصر بعبدا للتشاور في أمر التأليف بعد إسقاط “الثلث المعطل” الذي يمكن القول أنه كان الايجابية الوحيدة في لقاء الأمس.

وتقول المعلومات: إن الرئيس عون حرص على تلبية رغبة البطريرك الراعي خصوصا أنه اليوم يشكل ضمانة لعدم إسقاط عهده، خصوصا مع بدء إرتفاع الأصوات المسيحية المطالبة باستقالته بعدما وصل العهد الى طريق مسدود على كل المستويات، وسارع الى توجيه الدعوة الى الحريري لعقد اللقاء الـ 13 أمس.

وتضيف المعلومات المسربة من اللقاء: إن عون أبلغ الحريري بتخليه عن الثلث المعطل، وأنه يقبل بمعادلته القائمة على (6+6+6) ومن شخصيات لا تستفز المجتمع الدولي، لكنه حاول الالتفاف بطلب تسمية 6 وزراء مسيحيين، وتسمية وزير مسيحي سابع بالتشارك مع الحريري كوديعة في حصته، تاركا وزيرين مسيحيين للطاشناق، وتيار المردة الموعود بوزيرين والذي قد يرفض المشاركة في الحكومة التي عادت الى نغمة “الوزير الملك” لكن هذه المرة مسيحي، والذي قد يتعرض لمغريات تدفعه الى منح الثلث المعطل لفريق العهد (7 من أصل 18).

وبحسب هذه المعلومات، فإن الحريري الذي تلقف طرح رئيس الجمهورية وأشاع أجواء إيجابية ساهمت في تثبيت “هدنة الأعياد” التي أرادها البطريرك الراعي، ترك النقاش في مسألة عدد الوزراء المسيحيين الى اللقاء الـ14 الذي سيعقد اليوم، وهو من المفترض أن يناقش فيه توزيع حقائب الدفاع والداخلية والعدل وهذه الحقائب كان طالب رئيس الجمهورية بأن تكون من حصته لقاء تخليه عن الثلث المعطل، ما سيجعلها “قنبلة خلافية” قد تنفجر في لقاء اليوم، خصوصا مع تمسك الحريري بالداخلية ورفضه إعطاء العدل الى رئيس الجمهورية الذي ستكون الدفاع من حصته، في وقت يسعى عون الى أن يكون وزير الداخلية مشتركا بينه وبين الحريري وهو ربما يكون الوزير السابع الذي يقترحه كوزير “ملك” من الطائفة الأرثوذكسية.

تؤكد مصادر سياسية مطلعة أنه لا داعي لكل هذا التفاؤل، وأن الحكومة ما تزال بعيدة المنال ربطا بالتطورات المحلية لجهة إنتظار إنتهاء حكومة تصريف الأعمال من إقرار ترشيد الدعم الذي لا يريد الحريري تجرع كأسه.. والدولية لجهة إنتظار إنتهاء ولاية ترامب من دون عقوبات أو إعتداءات، وما الكلام المعسول الذي يصدر عن المصادر المتابعة والمواكبة والتفاؤل الذي يشاع سوى مسكنات للبنانيين الى حين تسلم جو بايدن مفاتيح البيت الأبيض.


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal