هجرة البوم والغربان إلى جهنم… رشيد درباس

تحدَّثْتُ إلى البوم والغربان قبيلَ هجرتِها إلى جهنّم ببضعة أبياتٍ من الشعر، سمعها المحامي الشاعر شوقي ساسين، فرغب في المشاركة بأبياتٍ من صميم السياق، بحيث لم أعد أستطيع التمييز بين الحِبرَين. ومع هذا فلست أنا ابن المقفّع، ولا هو جان دو لافونتين، فلقد فشلنا كلانا معًا في إقناع البوم والغربان بعدم الهجرة إلى جهنم.

غُرابُ نَحْسٍ وَبومَهْ     بكُلِّ شؤمٍ عليمَهْ

أتى إليها وألقى        سؤالَهُ…. وهُمومَهْ:

قولي بربِّكِ قولي    متى تكونُ الحكومَه؟

تَنَحْنَحَتْ في وقارٍ     ووقفةٍ مستقيمَهْ

قالتْ: سأُنْبيكَ فورًا   بقصَّةٍ ذاتِ قيمَهْ:

هو الخرابُ تفشّى      لا أستبينُ تخومَهْ

أَمَرْفأٌ أم دمارٌ؟        يا هَوْلَها من جريمَهْ

ضبابُ فِطْرٍ كثيفٌ   مَنْ ذا يُزيحُ غيومَهْ؟

أهلُ السياسةِ جاؤوا     من كلِّ وادٍ أرومَهْ

كم رتَّبوا تسوياتٍ      حديثةً أو قديمَهْ

ودبَّجوا بابتهاجٍ         ووقَّــــــعوا بعزيمَهْ

حتّى إذا جفَّ حبرٌ    على الحروفِ اليتيمَهْ

بَلُّوا الكلامِ بماءٍ          كي يشربوا منهُ زومَهْ

إن قلتَ تابوا قليلًا     عن الفَعالِ الذّميمَهْ

عادوا إليها سريعًا      كما تعودُ حليمَهْ

سيّانِ فجرٌ وليلٌ   على العيونِ السقيمَهْ

 

من كانَ سَعْدًا لعونٍ  وخِلَّهُ… وحميمَهْ

جَنَتْ عليهِ المساعي  حتى استحالَ خصيمَهْ

ومن دعاهُ سميرًا   في الحالكاتِ البهيمَهْ

وكان خيرَ طبيبٍ   لدائهِ وحـكيمهْ

دارتْ رحاهُ هباءً   فطارَ طِحْنُ الوليمَهْ

جبرانُ أعطى البرايا    أفـــــكارَهُ ورسـومَهْ

وكان فينا نبيًّا          أضفى علينا نسيمَهْ

ومات بعد حياةٍ       على غناها أليمَهْ

تُرى تقمَّصَ حيًّا      صَلْبًا قويَّ الشّكيمَه

يقارعُ العمَّ سامًا       تبًّا لتلكَ العمومَهْ

 ويزدري بفرنْسا       يا تَعْسَها من أمومَهْ

فإن تكسَّرَ حكمٌ      نادى إليهِ سليمَهْ

فرمَّ كسرًا برأيٍ      من الفتاوى العظيمَهْ

والرعدُ من غيرِ بَرْقٍ   يرمي علينا رجومَهْ

والاِتّصالاتُ نهبٌ   والكهرباءُ غنيمَهْ

بيروتُ ملَّتْ نعيبًا   في مهرجان الخصومَهْ

قم يا غرابُ نسامِرْ    وسْطَ الظلامِ نجومَهْ

أنحْنُ بالشؤمِ نُرْمى    مِمَّنْ له الغَدْرُ شيمَهْ؟

لبنانُ أصبحَ دارًا       من فتنةٍ مستديمَهْ

فيه النظامُ تهاوى    على الأيادي الذّميمَهْ

دُقُّوا النواقيسَ واتْلوا   على الفقيدِ رقيمَه

إلى جهنَّمَ هيّا     حيثُ الحياةُ كريمَهْ

 

 

 

Post Author: SafirAlChamal