نِعَمْ لبنان وبئس الطائفية والمذهبية!… مرسال الترس

في منتصف سبعينيات القرن الماضي وبعد إندلاع الحرب في لبنان على خلفيات طائفية، ردّد كثيرون أنه لو تأخرت الحرب عشر سنوات، لم تكن لتندلع على أساس طائفي. لأن التداخل الإجتماعي بين جميع الأديان والطوائف والمذاهب في بلد الثمانية عشر طائفة، قد فعل فعله في تقارب الأديان لا بل إندماجها إجتماعياً، وقلّص المسافات بين الجميع ولاسيما لجهة التزاوج بدون أية إلتباسات. ولكن بات واضحاً أنه مكتوب على دول المنطقة أن تعود للغرق في الأمراض الطائفية والمذهبية كلما قُدِّر لها أن تبتعد عن هذه الأوبئة المدمرة. فالإنتماء الطائفي والمذهبي بعيداً عن الإرتباط بالوطن لا يوّلد إلا الكُره والبغض ونبذ الآخرين، وبالتالي تدمير المجتمعات!

فقد جرّب اللبنانيون الحروب الطائفية فلم يحصدوا سوى الآف القتلى والجرحى والمعوقين وتشرذم العيش المشترك.      

وجرّب اللبنانيون الصراعات المذهبية ولم يجنوا سوى التدمير والتهجير  وتبدد النسيج الإجتماعي.

وبين هذه الحروب وتلك الصراعات جرّب اللبنانيون أيضاً فترات متقطعة من الالتزام الوطني الصادق، فباتوا على إقتناع أن لبنانهم “قطعة سما، وعالارض تاني ما إلا”. وعاشوا حياتهم على أنهم في “سويسرا الشرق”، إلى أن نكّد المسؤولون والسياسون (بغض طرفٍ خارجي أو الأرجح بتشجيع) حياتهم وأوصلوهم إلى الفقر وربما الجوع بعدما نهبوا جنى أعمارهم، وأودعوهم في خنادق من الانهيارات المالية والمعيشية التي لا يبدو أن هناك سقفاً لها!  

يقول الرئيس السابق للحكومة في لبنان تقي الدين الصلح: “لولا المسلمون لما كان إستقلال لبنان، ولولا المسيحيون لما كانت ممارسة للحرية”.

ويقول الرئيس السابق للحكومة سليم الحص: “لبنان ليس ضرورة اقتصادية للعرب، وإنما ضرورة قومية حتى لا نقول حضارية، محتفظاً بخصائصه الأساسية المقترنة بالحرية والانفتاح والعيش المشترك”.

ويقول الاديب أنطوان خويري في كتابه “لبنان لبناني”: “ما من طائفة في لبنان يمكنها أن تدّعي بأنها أكثرية بالنسبة إلى المجموع، وليس باستطاعتها أن تتذرع بالحرمان أمام العدالة

 والمساواة بالحقوق والواجبات. فالكل أقلية، والكل محروم، والكل خائف”.

فهل بامكان اللبنانيين أن يحوّلوا الحرمان والخوف الى عوامل قوة بدل نقاط ضعف يستطيع من خلالها الإعداء المتربصون بهم وبنموذج عيشهم المشترك الولوج إلى جنّة هذا الوطن وتهديم هيكله. أم أنهم سيتشبثون سياسياً أكثر وأكثر بطوائفهم ومذاهبهم التي ستكون جسر العبور إلى إنهيار الدولة والوطن والمجتمع؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal