الحريري يفاجئ عكار.. عبدالاله زكريا منسقا عاما لترميم التيار الأزرق… نجلة حمود

في محاولة للخروج من الأزمات المتتالية التي ألمت بتيار المستقبل في محافظة عكار بعد سنوات من التراكم والفشل. حملت التعيينات التي أقرها الرئيس سعد الحريري أمس الأول وجوها جديدة تغييرية، في وقت يحتاج فيه التيار إلى الترميم، وشد العصب وجمع العاتبين والمبعدين، أو الذين إبتعدوا طوعا في ظل الفوضى السائدة.

 ليس خافيا على أحد، أن الجو الذي كان سائداً في الفترة الماضية كانَ جو صراع بين أجنحة كثيرة داخل التيار، مرة بين القدامى الطامحين لتولي المناصب، ومرة بين النواب الذين يسعون لفرض سيطرتهم على المنسق ليأتمر بأمرهم، وثالثة بين الأولويات العائلية والمناطقية، ورابعة بين الكوادر أنفسهم.

كل ذلك كان كفيلا على مدار أعوام بوجود حالة من التململ انعكست انقساماً داخل جمهور التيار في الشارع، وأدّت إلى ارتفاع الأصوات المعترضة على طريقة العمل والى إبتعاد الكثيرين ممن كانوا يعتبرون ركائز التيار ونخبه.

في هذا الاطار، جاء تعيين رئيس إتحاد بلديات جرد القيطع عبد الاله زكريا منسقا عاما لمحافظة عكار مفاجئا للجميع، خصوصا أن زكريا ليس محازبا ولا يحمل بطاقة انتساب لتيار المستقبل، ولم يكن مرشحا، ولم يدخل ضمن بازار الأسماء التي كانت مطروحة لتولي هذا المنصب، ولم تتم مناقشته بهذا الأمر ولا الأخذ برأيه، ما شكل صدمة مزدوجة لأكثر من سبب.

أولا: مما لا شك فيه أن جزءا كبيرا من داخل التيار ومن خارجه إعتبروا تعيين زكريا إضافة لتيار المستقبل، خصوصا أنه ممن إستطاعوا فرض وجودهم وتمكنوا من إيجاد حيثية خاصة، ففرض نفسه كفاعلية لا يمكن تجاوزها في أي إستحقاق.

ثانيا: قدرة زكريا على لعب دور الاطفائي الجامع إن كان داخل تيار المستقبل أو في التعاطي مع الفاعليات من الطوائف والأحزاب الأخرى.

ثالثا: تمكنه من النجاح في إدارة إتحاده ( 14 بلدية) والذي ترأسه على مدار عشر سنوات منذ العام 2010، يوم إنتخب رئيسا لبلدية فنيدق للمرة الأولى ورئيسا للاتحاد بالتزكية من حينها.

أما في المقلب الآخر فإن الممتعضين على تعيين زكريا ليسوا بالأقلية أيضا، ولأكثر من سبب.

أولا: تعيين زكريا شكل ضربة لنواب المستقبل الذين كانوا يطمحون لتعيين مقربين منهم، خصوصا أن العلاقة مع المنسق الجديد ستكون علاقة ندية وليست علاقة تابع، خصوصا انه من الخيارات التي سبق أن طرحت ليكون نائبا ضمن لائحة المستقبل.

ثانيا: تعيين زكريا من منطقة جرد القيطع وتحديدا من بلدة فنيدق يعتبر تركيزا على منطقة واحدة، خصوصا أنها منطقة النائب وليد البعريني، ومنطقة المفتي زيد بكار زكريا والذي كانت له أيضا تجربة ناجحة في الافتاء تمكن خلالها من لعب دورا هاما في أدق مرحلة عصفت بالبلاد. ما يجعل خطر آل زكريا مزدوجا بالنسبة للبعض بسبب العلاقة الجيدة والتنسيق التام مع المفتي.

ثالثا: تعيين إبن بلدة فنيدق سيثير حساسية بلدة عكار العتيقة  (من اكبر البلدات العكارية) بسبب الخلاف القديم على منطقة القموعة الحدودية، وعدم القدرة على حل الخلاف العقاري.

بغض النظر عن حالة الاعتراض التي سترافق تعيين زكريا، لكن الأكيد أن وجوده كمنسق عام عكار يعد إضافة لتيار المستقبل، وهذا ما يفسر تمسك الحريري به خصوصا أن المهمة لن تكون سهلة، وهي مهمة ترميم “التيار الأزرق” وتنظيمه وإعادة هيكليته وتفعيل هيئاته وقطاعاته في عكار.   

وتشير مصادر متابعة إلى “أن الحريري يدرك مدى التراجع الذي أصاب التيار في عكار، لذلك أصر على تعيين شخصية قادرة على جمع وضبط المتسربين، وقيادة المرحلة المقبلة في ظل الاستحقاقات المرتقبة وتراجع الأوضاع الاقتصادية والمترافقة مع أزمة مالية خانقة، وتضيف المصادر أن القصة لا تتوقف على من يحمل البطاقة وإنما في مدى التزامهم بنهج الرئيس رفيق الحريري وصدقهم وامانتهم، مؤكدة أن زكريا ممن شاركوا في المؤتمرات التأسيسية للتيار..


مواضيع ذات صلة:

  1. في زمن الكورونا.. ما هو واقع المستشفيات الخاصة في عكار؟… نجلة حمود

  2. تجارة طبية في عكار.. مستوصفات وأطباء غير شرعيين!… نجلة حمود

  3. عكار: رؤساء بلديات الى القضاء بعد رفع الحصانة عنهم!… نجلة حمود


 

Post Author: SafirAlChamal