حزب الله يشتري بالدولار الصيدليات المتعثرة.. وتحويلات بالسوق السوداء؟

قال تقرير نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إنّ “حزب الله” يسعى لاستغلال الأزمة الاقتصادية التي تعضف بلبنان. وبحسب تقرير نشرته قناة “العربية” استناداً إلى المعلومات الواردة في تقرير المعهد الأميركي، فإنّ “حزب الله” كان يستخدم- قبل اندلاع الأزمة المالية- سيطرته على وزارة الصحة اللبنانية للتنسيق مع الصيدليات في جنوب لبنان والبقاع وضواحي بيروت الجنوبية، وذلك بهدف تزويد أفراده وموظفيه بالأدوية بأسعار منخفضة، بحسب ما جاء في التقرير.

وأضاف التقرير قائلاً إنّ صيدليات عدة عانت منذاك من عجز وزارة الصحة عن دفع نفقاتها، ومن شح الأدوية الذي بدأ عندما فقد المستوردون قدرتهم على الوصول إلى العملة الصعبة، وفق تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. وكتب التقرير زاعماً أنّ “حزب الله” بدأ في استخدام الدولارات الأميركية لشراء الصيدليات المتعثرة مالياً، خاصة تلك الواقعة في المدن الجنوبية الكبرى مثل صور والنبطية، ثم أغرق صيدلياته ومراكز الرعاية الصحية التابعة له بالأدوية السورية والإيرانية المهرّبة عبر الحدود وعن طريق المطار.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، بحسب معهد الدراسات الأميركي، أنشأ “حزب الله” سلسلة جديدة من محلات البقالة أُطلق عليها اسم “مخازن النور”، وافتتح ثلاثة فروع لها في الجنوب، واثنين في البقاع، واثنين في ضاحية بيروت.

وكل فرع مليء بالمنتجات الإيرانية والسورية التي تباع بأسعار أقل من أسعار السلع المستوردة في المتاجر المنافسة. وبدخول “حزب الله” هذا القطاع، سيتمكن من جني الأرباح بالليرة اللبنانية، والتي يمكن أن يحولها لاحقاً إلى دولارات أميركية في السوق السوداء، وفق المعهد. بالإضافة إلى ذلك، وضع “حزب الله” لأعضائه وموظفيه نظاماً جديداً للضمان الاجتماعي مع “بطاقة الساجد” التي يمكن استخدامها لشراء السلع والحصول على خصومات في “مخازن النور”، بحسب التقرير.

وبصرف النظر عن تحقيق أرباح إضافية، فإن هذا الجزء من استراتيجية “حزب الله” مصمم بشكل أساسي لإبقاء المجتمع الشيعي تحت السيطرة. فتركيبة البلاد الاجتماعية والاقتصادية قد تنهار سريعاً بمجرد توقف الدعم بالكامل، بحسب المعهد. ومن جملة التكتيكات التي لجأ إليها “حزب الله” هو أنّه شجّع على استخدام مؤسساته المالية لتبادل أموالهم وإيداعها – لاسيما مؤسسة “القرض الحسن” التي صنفتها الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب وأصبحت مركز الصيرفة الرئيسي لحزب الله، بحسب المعهد.

يشار إلى أنه في الآونة الأخيرة، قامت مؤسسة “القرض الحسن” بتركيب أجهزة الصراف الآلي في فروعها في الضاحية الجنوبية لبيروت، مما سمح لسكان المنطقة، بحسب بعض التقارير، باستلام الدفعات النقدية والقروض من “حزب الله” دون القيود المفروضة في المصارف الأخرى، وفق المعهد.

كما يسمح لها هذا الترتيب بوضع قواعدها الخاصة، وعقد صفقاتها الخاصة، إضافةً إلى تعزيز اقتصاد حزب الله ونظامه المالي الموازيين، وفقاً للمعهد.

وفي المستقبل، يأمل “حزب الله” في استعادة إمكانية الوصول إلى العملة الصعبة، لاسيما المبالغ النقدية الكبيرة التي كانت تصل من طهران قبل العقوبات.

وإذا حدث ذلك ومتى يحدث، يهدف “حزب الله” إلى أن يكون الطرف الوحيد في لبنان الذي يملك مبالغ كبيرة من الدولارات الأميركية، وأن يحوّل بالتالي مؤسسة “القرض الحسن” إلى النظام المصرفي الوحيد الصالح في البلاد، وفق المعهد.

“فجوات مالية واجتماعية خطيرة”

إلى ذلك لفت معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إلى أنه حتى إذ تمكّن الحزب من التعويض عن مكامن النقص الوطنية من خلال تزويد مؤيديه ببعض الأطعمة والأدوات المنزلية والأدوية من إيران وسوريا، إلا أن هذه الخطة لا تغطي الاحتياجات الوطنية الملحة الأخرى مثل الكهرباء، وخدمة الإنترنت، والاستشفاء، والعمل.

وأضاف أن الأزمة المالية الداخلية لـ”حزب الله” أدت إلى الحد من إمكانية وصوله إلى العملة الصعبة. ويؤدي هذا إلى خلق فجوات مالية واجتماعية خطيرة بين موظفي الحزب العسكريين والمدنيين، بحسب ما كتبه.

Post Author: SafirAlChamal