هذه هي حلول بكركي لمشكلة اللجوء الفلسطيني!… مرسال الترس

إنطوت إثنتان وسبعون سنة على إستنباط الغرب لدولة إسرائيل في شرق المتوسط، ولم تزل القضية الفلسطينية، تُعتبر من قبل شرائح كبيرة في هذا الوطن العربي، أنها القضية المركزية التي يجب إبقائها في ذاكرة الأجيال لإستعادة حقوق شعب هُدرت في خضم مصالح دولية بدون رفّة جفن.

بعد أربعة عقود بدأ أهل القضية يفتشون عن حلٍ سياسي لها، فأخفقوا حتى الساعة، وتعب معظم “الأحباء والاصدقاء”، وتفرّق عشاق القضية، بعضهم نحو سلام باتفاقيات، وآخرون بتطبيع مبرمج يكون تمهيداً لسلام موعود، بينما تمسك آخرون بأهداب القضية والدفاع عنها  حتى الرمق الأخير كما يعلنون.

وبين الأبيض والأسود تندرج بعض المواقف في خانة الهروب إلى الأمام. إما عن نوايا غير معلنة، أو قراءة في غير محلها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما صدر على لسان البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي مطلع هذا الأسبوع عندما أدلى بحديث إلى “أكاديمية بشير الجميّل” شدّد فيه:”على “اهمية فك ارتباط قضية لبنان بقضية ​الشرق الأوسط​”، لافتا الى ان “الحل بسيط” بتنفيذ القرار 425 والقرارات ذات الصلة، اما حل قضية الشرق الأوسط فهي تستند الى القرار 242، (لذلك قضية لبنان لا علاقة لها بقضية الشرق الأوسط)”!

فاذا كانت البطريركية المارونية قد أصرّت منذ سبعة عقود على عدم توطين الفلسطينيين على الأرض اللبنانية، وشاركت في حقبة من الزمن بالدعوة إلى إيجاد مكان لتواجدهم في هذه الدولة العربية أو تلك. فهل ترى أن بطرحها الحالي وبالإنسحاب من السياق العام لهذه القضية، تجد المخرج المناسب لهذا الشعب الذي إستفاق صباح يوم من ايار عام 1948 ليجد نفسه بدون أرض وأن مكانه الأبدي هو الخيم والمخيمات إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا، وكيف سيكون الحل لوجودهم في لبنان؟

وطالما أن “الحل بسيط” لهذه القضية المركزية، فيجب محاكمة جميع البطاركة الموارنة (على الأقل) وجميع رؤساء الجمهورية الموارنة طبعاً، لأنهم قصرّوا في القيام بواجباتهم، وساهموا في إقحام لبنان في معمعة لا حول ولا قوة له فيها، وهدروا قدراته لسنوات، لأنه سهى عن بالهم وإدراكهم ان الحل “بسيط جداً” لهذه القضية المعقدة!

  وهل بمقدور لبنان القيام بهكذا خطوة بدون العودة إلى رأي عربي مشترك أقله على مستوى جامعة الدول العربية وهو أحد مؤسسيها؟

   وطالما أن غبطته قد ربط هذا “الحل البسيط” بـ “الحياد الناشط” للبنان والذي يصّر عليه، وأبلغ مضمونه إلى:” كافة السفراء الذين إلتقاهم وهم جميعا من عرب وغربيين ابدوا حماسة لموضوع حياد لبنان نظرا لقيمة هذا الوطن”! فإنه بالتالي ينتظر من أولئك السفراء أن يحملوا الدواء الناجع لمشاكل لبنان، في حين أن دولهم ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر وبغض طرف مقصود في وصول لبنان إلى ما وصل إليه من إنهيار. فهل على اللبنانيين أن ينتظروا ذاك الدبس من همة أولئك السفراء؟ ليُبنى على الشيء مقتضاه ويعتمد “الحل البسيط” لحل قضية الشرق الأوسط؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal