جامعات لبنان الخاصة.. لا تبغي شيئا سوى الربح… عزام .غ. ريفي

كل ما يحصل في لبنان لا يمكن أن يوصف الا بالجنون، حالة من الهستيريا والخوف والترقب يعيشها اللبناني كل يوم مع تأرجح سعر الدولار، حيث باتت أقل مقومات الحياة كتأمين عشاء لعائلة على مدار يومين توازي 10% تقريباً من راتب أي مواطن لا يتعدى دخله المليون ليرة شهرياً، وصولاً الى ما يتم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي والذي أثار قلق الطلاب وهو إستعداد الجامعات الخاصة لإصدار قرار بتعديل سعر صرف الدولار لدفع الأقساط على 3900 كما تشير المعلومات.

أول المبادرين كانت الجامعة الأميركية في بيروت، والتي أصدرت قرار مبطناً، يسوده الغموض، بتعديل سعر الصرف في أقساطها بطريقة تتماشى مع القيمة الفعلية للتعليم، ولكن من دون تحديد وذكر سعر الصرف وفق المنصة بـ 3900 ليرة للدولار الواحد.

تعديل سعر الصرف في دفع أقساط الجامعات الخاصة، يطرح سؤالا مهما جداً وأساسيا، وهو من يستطيع في لبنان وسط كل هذه الأزمات وعلى رأسها الإقتصادية والمعيشية تحمل عبء دفع قسط جامعي على سعر صرف الدولار 3900؟..

الجواب بحسب الطلاب “مستحيل لا أحد”.

وان كان ما يتم تداوله صحيحا وحقيقيا وأن الجامعات الخاصة في لبنان تفكر بشكل جدي في تعديل سعر الصرف في أقساطها فهنا يمكن القول أن لبنان أخيراً وصل الى جهنم.

أما السؤال الثاني فهو: لماذا يتوجب على الطالب اللبناني أساساً دفع القسط الجامعي على سعر الصرف الجديد؟ اذا كان لبنان يعاني من نقص شديد في فرص العمل، بالإضافة الى أنه يرى أمام عينيه أغلبية خريجي الجامعات عاطلين عن العمل أو يعملون خارج نطاق اختصاصهم بدخل لا يتناسب مع مستواهم العلمي فقط لتأمين مصروفهم اليومي.

يشدد الطلاب على أن هذا القرار مرفوض، ولا يجوز وغير مقبول النقاش فيه، وهم قد يلجأون الى شتى الوسائل لمواجهة تداعياته، أولها مقاطعة التعليم تماماً، فهم في الحالتين “مش خسرانين شي”، كما ويرى بعض الطلاب أنه من المعيب والمحزن أن نضطر للجوء الى الشارع للمطالبة بحقنا بالتعلم، وبرأيهم أن الجامعات الخاصة في لبنان هي من الأساس تعد من الأغلى في الوطن العربي والعالم، وبرأيهم أن العلم هو حق لكل انسان في هذا العالم من دون أي مقابل مادي.

يمكن القول أن تعديل سعر الصرف في دفع أقساط الجامعات الخاصة يجرد هذه الجامعات من رسالتها الإنسانية ومن كونها مؤسسات أكاديمية ـ تعليمية تعمل على بناء جيل واعد متعلم ومثقف، ويحولها الى مؤسسات لا تبغى شيئا سوى الربح.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل تحول كورونا في لبنان الى ″غب الطلب″؟!… عزام ريفي

  2. ثورة 17 تشرين الأول ليست سوى نقطة في ″التسونامي″ المقبلة!… عزام غ ريفي

  3. طرابلس قسمان: قسم يختنق من العزلة.. وآخر يرى في التجول استهتارا!… عزام غ ريفي

 


 

Post Author: SafirAlChamal