شهر وتنقضي سنة 2020 بكل مآسيها.. سنوات لبنان كلها ″كبيسة″!… حسناء سعادة

بعد نحو شهر من اليوم تطوي سنة 2020 يومها الاخير..

سنة هلل لمجيئها العالم واستبشر العديد بارقامها خيرا، حتى ان بعض الناس خطط لافراحه ومناسباته على وقع أرقامها، الا ان احداثها المتتالية التي طاولت الكون بأسره دفعت للتحسر على سابقتها وتمني الاسراع في أفولها.

هي سنة صعبة ومأساوية بإعتراف الكون اجمع، الا انها سنة اليأس والاحباط بالنسبة للبنانيين الذين لم يعايشوا زمنا سيئا كالذي مروا به حتى في عز الاحداث اللبنانية، فماذا حملت هذه السنة من احداث من دون ان ننسى ان الايام الثلاثين المقبلة قد تحمل ايضا المزيد من خيبات الامل رغم التمنيات.

على الصعيد العالمي كادت تندلع حرب عالمية ثالثة تنطلق شرارتها بين اميركا وايران على اثر اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني، ناهيك عن صفقة القرن التي زادت من التوتر ومن الظلم على المظلوم الى كوارث بيئية وطبيعية، فمن حرائق اوستراليا التي التهمت الغابات ونفق بسببها اكثر من مليار حيوان الى زلزال تركيا الذي اودى بعشرات الضحايا وصولا الى الانهيارات الجليدية في الهند وباكستان وبركان الفيلبين وغيره من الكوارث التي طبعت الـ 2020 بطابعها.

على الصعيد اللبناني فحدث ولا حرج، فبالاضافة الى كون لبنان حسب البنك الدولي مهدد فعليا كونه من اكثر الدول مديونية في العالم، هناك من بشّر بزوال هذا البلد الذي صدّر الحرف الى العالم، وهناك من حذر من اننا ذاهبون الى جهنم وكأننا نعيش في النعيم.

شهر فقط، ويطوي عام 2020 أيامه، ومعه لن يُطوى وجع اللبناني الذي سيحمل معه جراحه الى السنة المقبلة، فكارثة مرفأ بيروت لا يمكن ان تنتسى ووجع اهالي الضحايا والجرحى والمشردين لن يستكين بإنقضاء سنة وسط لا مبالاة مخجلة من دولة تشحد المساعدات والاغاثات وتفشل في تخزينها وتوزيعها وترسب باجراء تحقيق سريع وشفاف لمعرفة من تسبب بهذه المأساة الفظيعة.

تطوي السنة لياليها وفي بيوت اللبنانيين الانين من البطالة والفقر والجوع الذي لامس الخمسين بالمئة من الاهالي، اما في المؤسسات فالأنين يكبر يوما بعد يوم، فالقطاع السياحي ينهار فندقا وراء منتجع ومطعما وراء ملهى ومقهى فيما المؤسسات الصناعية على حافة الاقفال والافلاس والقطاع الزراعي يتهاوى، اما القطاع التربوي فيعيش أسوأ ايامه ناهيك عن القطاع الصحي الذي ارهقته الكورونا ويكاد يدخل مرحلة النزاع الاخير فيما القطاع المصرفي ادخل اللبنانيين في كابوس لا أحد يعرف متى يستفيق منه وهل يستفيق؟.

انها سنة “كبيسية” بامتياز تصح معها المعتقدات والخرافات المرتبطة بهكذا سنوات والتي تركز على كونها نذير شؤم، الا انه لا بد من القول ان كل سنواتنا في لبنان “كبيسية” انما بشكل نسبي ولا دخل للارقام والفلك والاعداد فيها، بل هي من صنع ايدينا حيث يتلهى القيمون على هذا البلد بامور كثيرة فيما المطلوب خطة واحدة تنقذ “تيتانيك” وطننا من مصير بات محتوماً اذا استمر الوضع على ما هو عليه.


مواضيع ذات صلة:

  1. رسالة من مواطنة لبنانية الى رئيس الجمهورية… حسناء سعادة

  2. زغرتا تزرع.. للاكتفاء الذاتي من الخضار في الأيام الصعبة… حسناء سعادة

  3. كلام بشظايا حارقة لـ فرنجيه.. هل وصلت الرسالة؟… حسناء سعادة


 

Post Author: SafirAlChamal