ما هو جديد بكركي بعد الحياد الإيجابي؟… مرسال الترس

تعوّد اللبنانيون على مسؤوليهم وسياسييهم (باستثناء قلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة) أنهم يطلقون مواقفهم من التطورات وفق ما تقتضيه الظروف والمتغيرات، وبالتالي فان التغيير في استراتيجيات المواقف لم يعد يشكل ذي بال لدى المواطنين الذين يصبّون اهتماماتهم على اوضاعهم المالية والمعيشية، وبات في آخر سلّم متابعاتهم ما يقوله أولئك السياسيون الذين يبدّلون مضامين خطاباتهم بالسرعة نفسها التي يبدّلون فيها ربطات أعناقهم.

هذا بالنسبة للسياسيين، أما فيما يعود لكبار رجال الدين فالمسألة أعمق بكثير بخاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية التي لا يجوز أن تحمل أي تأويل!

فبعد طرح مسألة “الحياد الإيجابي” للوطن الذي أطلقه البطريرك الماروني بشارة الراعي والذي تحول الى نقطة جدال وطنية حادة. توقف المراقبون عند طرح مستجد لسيد بكركي في عظته الأحد الفائت، إذ قال:” أيها المسؤولون، ألا تريدون دولة حياديّة ذات سيادة كاملة تفرض هيبة القانون والعدالة في الداخل، وتدافع عن نفسها بقواها الذاتيّة بوجه أيّ إعتداء خارجيّ”؟ وهو ما يتناقض مع الشعار الوطني المعتمد منذ سنوات ألا وهو: “الشعب والجيش والمقاومة”!

فهل غبطته بات مقتنعاً بان الدولة اللبنانية بوضعها الحالي وبقواها الذاتية (الجيش والقوى الأمنية) قادرة مثلاً على مواجهة الجيش الاسرائيلي الذي سهرت القوى الغربية على جعله الجيش الخامس في العالم من حيث القوة النووية والتسليح؟

وهل غبطته بات مقتنعاً بأن الدولة اللبنانية بوضعها الحالي وبقواها الذاتية قادرة على استيعاب القوى التكفيرية التي عجزت أعتى الدول في المنطقة على فعل ذلك، فيما تعيش الدول الغربية هاجس كيفية مواجهة هذه الموجة الخارجة عن المألوف؟

وهل غبطته بات مقتنعاً بأن ما تقدمه الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية من فُتات السلاح الى الدولة اللبنانية سيجعل منها قوة قادرة على رد أي إعتداء خارجي. فيما يُحظر عليها التزود بأية أسلحة من خارج تلك المنظومة، لئلا تُزعج اسرائيل يوماً؟

في ظروف صعبة سابقة من مراحل التجاذب بين مكونات هذا الوطن (وما أكثرها)، كانت الشخصيات ذات الوزن الوطني تكرّر دائماً هذه المقولة: “كل ما يتفق عليه اللبنانيون ولو كان سلبياً فإنه يتحوّل إلى إيجابي”. فالعبرة هي في التفتيش عن نقاط مشتركة يلتقي عليها اللبنانيون، وإلابتعاد قدر المستطاع عن كل ما يؤدي إلى الفرقة أو الشروخ في وطن أحوج ما يكون إلى كلمة سواء!


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal