كورونا يقفل بخعون للأسبوع الثالث .. وفاجعةٌ في البلدة!… عبد الكافي الصمد

كان قرار وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي، يوم أمس، بإقفال 63 بلدة وقرية وحيّاً في مختلف المناطق اللبنانية بسبب تفشّي فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 فيها، مؤشّراً على حجم الخطر الذي ما يزال يهدد مختلف المناطق اللبنانية دون استثناء، نظراً لحجم الإصابات والوفيات فيها، والذي يتزايد كلّ يوم بشكل يدعو إلى القلق والخوف على أكثر من مستوى.

وزارة الداخلية والبلديات برّرت قرارها بأنه عائد “نظراً لاستمرار الواقع الوبائي، ولتجاوز أعداد المصابين النسب المسموح بها علمياً في بعض المناطق والبلدات، وبهدف تمكين وزارة الصحّة العامّة من إجراء الفحوصات المخبرية والتعقب اللازمين”، مضيفة أن القرار اتخذ “بناء على توصيات اللجنة المصغّرة التابعة للجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية، التي أودعت وزارة الداخلية والبلديات جدولاً بالقرى والبلدات ذات مستوى الخطر المرتفع، والذي أضيف إليه مؤشر “إيجابية الفحوصات” التي أجريت في معظم هذه البلدات والقرى”.

شمالاً، أقفلت وزارة الداخلية والبلديات 8 مدن وبلدات وقرى، هي: الميناء (طرابلس)، قره باش ومجدليا (زغرتا)، بتوراتيج (الكورة)، رحبة وعندقت (عكار)، وطاران وبخعون (المنية ـ الضنية)؛ وفي حين أنّ أغلب هذه المناطق أقفلت أسبوعاً أو أسبوعين فإنّ بلدة بخعون إتخذ قرار بإقفالها للأسبوع الثالث على التوالي.

قرار إقفال بخعون لا يعود إلى عدد الإصابات المرتفع فيها، إنّما إلى ارتفاع عدد من توفوا فيها بسبب تفشّي فيروس كورونا فيها، والذي بلغ 6 أشخاص حتى الآن، ثلاثة منهم من عائلة واحدة أصيبت بفاجعة، بعدما توفوا خلال أسبوع واحد، ما يعتبر مؤشّراً بالغ الخطورة ويدعو إلى قلق بالغ خوفاً من خروج الأمر عن السيطرة، وارتفاع نسبة المصابين وعدد الوفيات بسبب الفيروس خلال المرحلة المقبلة.

 وبات واضحاً أنّ وصول الفيروس إلى هذه المرحلة الخطيرة في بخعون، كما في أكثر من منطقة لبنانية، يعود إلى جملة عوامل، من أبرزها عدم إلتزام المواطنين بشكل جدّي بالتدابير الوقائية وإجراءات وزارة الصحّة واستخفافهم بها، مثل ارتداء الكمّامة والتباعد الإجتماعي والتعقيم المستمر والحفاظ على النظافة وعدم الخروج من المنزل إلا عند الضرورة القصوى.

فعلى الرغم من قرار الإقفال المستمر للأسبوع الثالث على التوالي، فإنّ الحياة في البلدة تبدو وكأنّها طبيعية جدّاً، في مؤشر لا يدعو للإطمئنان، لا بل إنّ البعض من المواطنين لا يتردّد أبداً في إقامة حفلات ومناسبات إجتماعية، أو في حضورها، ضاربين بعرض الحائط كلّ الدعوات التي وجهتها وزارة الداخلية والبلديات وبلدية بخعون واتحاد بلديات الضنية ومختلف الجهات المعنية، إلى حدّ بدا معه أنّ قرار الإقفال لا يشمل إلا المؤسسات الرسمية، وتحديداً المدارس والمؤسسات التربوية في البلدة.

كل ذلك كان دافعاً للنائب جهاد الصمد، الذي وجّه أكثر من دعوة لأهالي الضنية إلتزام التدابير الوقائية، بعد التقائه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يوم الجمعة الماضي خلال استشارات تأليف الحكومة، إلى الإشارة أنّ “موضوع فيروس كورونا أخذ حيّزاً كبيراً، لأنّ ‏هذا الوباء ينتشر بشكل كبير والناس لا تستوعب أنّ الوباء قاتل وفتّاك، وهو ليس لعبة ولا مزحة”، داعياً إلى “الإستعانة بوزارتي الدّاخلية والدّفاع من أجل فرض حجر إلزامي على المواطنين”.


مواضيع ذات صلة:

  1. إجراءات احتواء كورونا تتعثّر وتحذيرات من ″الأسوأ″ القادم… عبد الكافي الصمد

  2. إنهيار الليرة تأخّر سنتين.. والسّياسات الخاطئة تنذر بالأسوأ… عبد الكافي الصمد

  3. عالم ما بعد كورونا غير: ماذا عن لبنان؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal